وهذا القدر من موجبات شهود معنى اسمه "القيوم" وهو الذي قام بنفسه فلم يحتج إلى أحد، وقام كل شيء به. فكل ما سواه محتاج إليه بالذات، وليست حاجته إليه معللة بحدوث. كما يقول المتكلمون. ولا بإمكان، كما يقول الفلاسفة المشاءون، بل حاجته إليه ذاتية، وما بالذات لا يعلل.
نعم الحدوث والإمكان دليلان على الحاجة، فالتعليل بهما من باب التعريف. لا من باب العلل المؤثرة. والله أعلم.
(متعلقات الاستقامة:
الاستقامة تتعلق بالأقوال والأفعال والأحوال والنيات، فالاستقامة فيها، وقوعها لله وبالله وعلى أمر الله.
[*] (قال بعض أهل العلم: كن صاحب الاستقامة، لا طالب الكرامة؛ فإن نفسك متحركة في طلب الكرامة، وربك يطالب بالاستقامة.
والاستقامة للحال بمنزلة الروح من البدن، فكما أن البدن إن خلا عن الروح فهو ميت فكذلك الحال إذا خلا عن الاستقامة فهو فاسد، وكما أن حياة الأحوال بها، فزيادة أعمال الزاهدين أيضاً ونورها وذكاؤها بها، فلا ذكاء للعمل ولا صحة بدونها.
[*] (قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "من هُدِيَ في هذه الدار إلى صراط الله المستقيم الذي أرسل به رسله وأنزل به كتبه، هُدِيَ هناك إلى الصراط المستقيم الموصل إلى جنته دار ثوابه، وعلى قدر ثبوت قدم العبد على هذا الصراط الذي نصبه الله لعباده في هذه الدار، يكون ثبوت قدمه على الصراط المنصوب على متن جهنم، وعلى قدر سيره على هذا الصراط يكون سيره على ذاك الصراط، ولينظر العبد الشبهات والشهوات التي تعوقه عن سيره على هذا الصراط المستقيم؛ فإنها الكلاليب التي بجنتي ذاك الصراط تخطه وتعوقه عن المرور عليه فإن كثرت هنا، وقويت فكذلك هي هناك:} وما ربك بظلام للعبيد.
(أقسام الاستقامة:
إن الاستقامة تشمل الدين كله، ودونك أقسامها:
(القسم الأول) استقامة السرائر:
(القسم الثاني) الاستقامة في الأصول:
(القسم الثالث) الاستقامة في العبادات:
(القسم الرابع) الاستقامة في اجتناب المعاصي:
(القسم الخامس) الاستقامة في العادات:
(القسم السادس) الاستقامة في المعاملات:
(القسم السابع) الاستقامة في تزكية النفوس:
وهاك تفصيل ذلك في إيجازٍ غيرِ مُخِّل:
(القسم الأول) استقامة السرائر: