فليتفكر الإنسان في هذا القرآن وقوته لو أنزل على جبل لَنْهَدّ فماذا ينبغي أن يكون أثره على نفسه؟
وكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثلاً أعلى في التفكر وتأمل في الحديث الآتي بعين البصيرة:
لما قام من الليل ينظر في السماء ويقرأ، فقراءة الآيات من سورة آل عمران في الليل سنة قبل صلاة الليل، وهذه من السنن المهجورة
(حديث ابن عباس رضي الله عنهما الثابت في الصحيحين) قال: بت عند خالتي ميمونة، فتحدث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع أهله ساعة ثم رقد، فلما كان ثلث الليل الآخر قعد، فنظر إلى السماء فقال:{إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب}. ثم قام فتوضأ واستن، فصلى إحدى عشرة ركعة، ثم أذن بلال فصلى ركعتين، ثم خرج فصلى الصبح.
(وفائدة التفكر تكثير العلم واستجلاب المعرفة لأنه إذا اجتمع في القلب اجتمعت المعلومات الأساسية وازدوجت على ترتيب مخصوص أثمرت معرفة أخرى، فالمعرفة نتاج المعرفة، فإذا حصلت معرفة أخرى وازدوجت مع معرفة أخرى حصل نتاج آخر! .. فالعلماء من أين أنتجوا انتاجهم وأحاكم الفقه والأحكام المستنبطة والتفسير .. ؟ جزء كبير خرج من التأمل في آيات الله والتأمل في الأحداث والوقائع .. !
(الأمور المشكلة والمستعصيات كيف حُلّت .. ؟!
أبو حنيفة قالوا له هذا شخص وهذا أخوه عقدنا لهما على أختين لما صارت الدخلة بالخطأ دخل الأخ الأول على زوجة الثاني ودخل الأخ الثاني على زوجة الأول و وطئها تلك الليلة و لم يكتشفوا ذلك إلا في الصباح، الحل يحتاج لتفكر وتدبر، تعال يا فلان هل أعجبتك المرأة التي دخلت بها؟ رضيت بها؟ نعم، وأنت يافلان؟ نعم، يا فلان طلق فلانة التي عقدت عليها ويا فلان طلق فلانة ثم عقد لكل منهم على الأخرى!
(والجمع بين النصوص كيف حُلّت .. ؟!
كيف نجمع بين قوله تعالى: (وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىَ) [الزمر: ٧] وبين قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (الميت يعذب ببكاء أهله عليه)(بما نيح عليه) .. ؟!!
فيفكر العلماء .. يقولون هذا خاص بالكافر مثلاً .. هذا إذا كان راضياً بالنياحة و هو يعلم بما يفعلون بالعادة و لم ينههم قبل موته .. وهكذا ..