(من وسائل زيادة الإيمان التفكر في آيات الله في الكون .. في الآفاق .. في النفس .. قال تعالى: (أَوَلَمْ يَتَفَكّرُواْ فِيَ أَنفُسِهِمْ مّا خَلَقَ اللّهُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِلاّ بِالْحَقّ وَأَجَلٍ مّسَمّى وَإِنّ كَثِيراً مّنَ النّاسِ بِلِقَآءِ رَبّهِمْ لَكَافِرُونَ)[الروم: ٨] ..
فيما خلق الله .. ، فهذه الميادين في التفكر مهم جداً للإنسان المسلم والتفكر رأس المال وينتج بضاعة عظيمة جداً ..
(فالثمرة الخاصة للتفكر هي العلم .. وإذا حصل العلم في القلب تغير حال القلب .. وإذا تغير حال القلب تغيرت أعمال الجوارح .. ، فالعلم تابع للفكر فالفكر هو المبدأ ينتج علماً والعلم ينتج حال في القلب من الخشية والإحساس بالتقصير في حق الله والرغبة والجد .. ينتجها العلم فيؤدي إلى زيادة أعمال الجوارح لأن القلب يأمر الجوارح بالعمل .. ، فيصلح الإنسان ويعلو شأنه ويتحسن حاله من نتيجة التفكر ..
(ومحبة الله تحصل من التفكر في النعم .. لأن النفس مجبولة على محبة من أحسن إليها .. وكذلك فإن التفكر وسيلة لفهم الشريعة ووسيلة للفقه في الدين (ومن يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) .. وهكذا تحصل البصيرة بالتفكر ..
مسألة: ما هو التفكر في النفس .. ؟
الجواب: أن التفكر في النفس يشمل أن يتفكر في خلق الله كيف خلق نفس الإنسان وجسده، والتفكر في النفس أيضاً يشمل التفكر في عيوبها وهذا مهم جداًً ولا يمكن عمل تقويم وتصحيح وتعديل وتحسين إلا بعد التفكر، وإذا كان فكره صحيحاً عرف العيوب واكتشف الأخطاء وبالتالي يمتنع عن الوقوع فيما وقع فيه سابقاً من الأخطاء ويجتهد في تحصيل ما يستر به عيوب نفسه .. غضب شديد .. حاد الطبع .. عجول .. متهور .. عصبي .. جبان .. خواف .. ظلوم .. معتدي .. باغي .. متعدي .. يفري بلسانه في أعراض الخلق .. وهكذا .. ، كذلك يفكر في حال عائلته وأسرته وأولاده كيف يحسن من أحوالهم ما هي الثغرات فيه؟
لو أردنا أن نصلح أحوال المسلمين .. المصلحين الكبار والمجددين الذين مروا على العالم الإسلامي ماذا فعلوا؟ .. بالتأكيد أول ما فعلوا هو النظر في حال المسلمين .. ماذا ينقصهم؟ أين الخلل؟ ما هي الثغرات؟ .. ثم شمروا في تحصيل أسباب القوة والارتقاء بحال المسلمين و سد الثغرات .. جهل .. شرك .. معاصي ..