جاء بالصدق أي أفعاله تؤكد أقواله، كان صادقاً، وعظمة الأنبياء في صدقهم، الأنبياء فعلوا المعجزات، لا لأنهم فوق البشر، هم بشر، ولولا أنه تجري عليهم خصائص البشر لما كانوا سادة البشر، و لكن الأنبياء فعلوا ما قالوا، وأيُّ إنسان يفعل ما يقول له تأثير يشبه السحر، موقف عظيم في معركة بدر كانت الرواحل قليلة والعدد قريب من ألف، و الرواحل ثلاثمائة، فالنبي أعطى توجيها " كل ثلاثة على راحلة، قال: وأنا وعلي و أبو لبابة على راحلة، القائد العام للجيش يعامل نفسه كما يعامل الجندي، فركب الناقة وانتهت نوبته في الركوب، و جاء دور عليّ و أبي لبابة، فتوسلا إليه أن يبقى راكبا، فقال عليه الصلاة و السلام قولة تكتب بماء الذهب: ما أنتما بأقوى مني على السير، و لا أنا بأغنى منكما عن الأجر .. " أنا مفتقر إلى أجر المشي، و أنا قوي البنية، قادر على المسير، لو تخلق الناس بهذه الأخلاق لكنا في حياة غير هذه الحياة.
(الفرق بين الرياضة و الترويض:
مسألة: ما الفرق بين الرياضة و الترويض؟
الجواب:
الفرق بين الرياضة و الترويض فرق كبير جدا، الوحوش تُروّض، بينما الإنسان يتريّض فالرياضة من الترييض، التدريب، الوحوش تروَّض، أي تدرَّب بحسب طريقتها، قد تقول: فلان يده ملطّخة بدماء الجريمة، و فلان مضرّج بدماء الشهادة، فالتضريج غير التلطيخ، الدم الذي يُسفك في حرام أو في جريمة، نقول: ملطّخ بدم الجريمة، أما الدم الذي يُبذل في سبيل عقيدة أو هدف نبيل نقول: مضرّج، فهذه المنزلة أساسها ما ورد عن النبي عليه الصلاة في الحديث الآتي:
(حديث أبي هريرة في صحيح الجامع) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال إنما العلم بالتعلم و إنما الحلم بالتحلم و من يتحر الخير يعطه و من يتق الشر يُوَقَّه.
[*] قال الإمام المناوي رحمه الله تعالى في فيض القدير: