أعرف أخاً من إخواننا، كلما يسلم عليّ أكبره، له أخت فقط، أخته متزوجة وزوجها له بيت، و دخله جيد، و ليست بحاجة أبداً، بيت الأب يسكنه الابن مع والدته، قال لي: واللهِ قيّمت البيت على أنه فارغ، لا على أنه مستأجر و أعطيت أختي حصتها بالكمال و التمام، وقال أيضاً: لي قريبة تزوجت في سن متأخرة، من رجل له أولاد صالحون، فقالت لأولاد زوجها: واللهِ والدكم قبل أن يموت وهب لي شفهياً مبلغ خمسمائة ألف يستثمرها عند فلان، قال لي: هذه لكِ فقالوا: سمعاً و طاعة، و قالوا للمستثمر أعطها إيصالا باسمها بدل إيصال والدي، واللهِ شيء جيد ببساطة، لكن من دون دليل مادي، مهرها خمسة عشر ألف، أعطوها إياه بالتمام و الكمال قبل توزيع الإرث، بعد أيام جاؤوا فقالوا: سألنا عالماً، فقال: لا بد أن يُعطى المهر على السعر المعاصر، فأعطوها مقابله مائة و ثمانين ألف ليرة، و كل حاجاتها مؤمّنة بعد وفاة والدهم، ثم اشتروا لها بيتا بما تملك، وأسّسوه لتسكنه، هم لم يفعلوا إلا الحق، ولكن لأن العمل نادر صار يلفت النظر هذا شيء طبيعي، حقوق، فالإنسان إذا لم يؤد الحقوق فلا مقطوع عن الله عزوجل.
توفير الحقوق في المعاملة أن تعطي به من حق الله و حقوق العباد كاملا موفورا غير منقوص، قال رجل لسيدنا عمر: أتحبُّني؟ قال له: واللهِ لا أحب، قال له: هل يمنعك بغضك لي من أن تعطيني حقي؟ قال له: لا واللهِ، قال له: إذًا إنما يأسف على الحب النساء " ليس هناك مشكلة، فأن تصحح العمل بالعلم، وأن تصحح النية بالإخلاص، وأن تؤدي الحقوق لأصحابها بالتمام والكمال، هذه هي الرياضة، هذه المنزلة التي أدخلها صاحب المدارج، مدارج السالكين في منازل إياك نعبد و إياك نستعين.
عندنا رياضة بمستوى أعلى، رياضة المؤمنين، قال: هناك رياضة خاصة، هناك إنسان متفوق، من خصائص هذه الرياضة قطع ما يفرق قلبك عن الله، كل شيء يصرفك عن الله تقطعه هذه رياضة، حتى المباحات، شيء مباح، لكن قلبك تعلق به، دعه، لأن الله عزوجل هو المقصود قال: قطع ما يفرق قلبك عن الله بالجمع عليه، والإقبال بكليتك عليه، حاضرا معه، بقلبك كله، لا تلتفت إلى غيره، هذه مرتبة أعلى.
هناك شيء آخر الإنسان أحيانا يتعلق برأي و يبحث له عن أدلة، هذا موقف خطأ، الأصل أن متعلق بالحق و أن تسعى لتطبيقه، أينما كان الحق.