للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أجمع أهل السنّة والجماعة سلفاً وخلفاً على أن أحق الناس بالخلافة بعد النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - لفضله وسابقته ولتقديم النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إياه في الصلوات على جميع الصحابة وقد فهم أصحاب النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مراد المصطفى عليه الصلاة والسلام من تقديمه في الصلاة فأجمعوا على تقديمه في الخلافة ومتابعته ولم يتخلف منهم أحد ولم يكن الرب جل وعلا ليجمعهم على ضلالة فبايعوه طائعين وكان لأوامره ممتثلين ولم يعارض أحد في تقديمه (١)، فعندما سئل سعيد بن زيد متى بويع أبو بكر؟ قال: يوم مات رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: كرهوا أن يبقوا بعض يوم وليسوا في جماعة (٢)، وقد نقل جماعة من أهل العلم المعتبرين إجماع الصحابة ومن جاء بعدهم من أهل السنّة والجماعة على أن أبابكر - رضي الله عنه - أولى بالخلافة من كل أحد (٣) وهذه بعض أقوال أهل العلم:

[*] قال الخطيب البغدادي -رحمه الله- أجمع المهاجرون والأنصار على خلافة أبي بكر قالوا له: ياخليفة رسول الله ولم يسم أحد بعده خليفة، وقيل: إنه قبض النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن ثلاثين ألف مسلم كل قال لأبي بكر: ياخليفة رسول الله ورضوا به من بعده رضي الله عنهم (٤).

[*] وقال ابو الحسن الأشعري: أثنى الله -عز وجل- على المهاجرين والأنصار والسابقين الى الاسلام، ونطق القرآن بمدح المهاجرين والأنصار في مواضع كثيرة وأثنى على أهل بيعة الرضوان فقال عز وجل: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} (سورة الفتح، الآية ١٨). قد أجمع هؤلاء الذين أثنى الله عليهم ومدحهم على إمامة أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - وسموه خليفة رسول الله وبايعوه وانقادوا له وأقروا له بالفضل وكان أفضل الجماعة في جميع الخصال التي يستحق بها الإمامة من العلم والزهد وقوة الرأي وسياسة الأمة وغير ذلك (٥).


(١) عقيدة أهل السنة في الصحابة (٢/ ٥٥٠).
(٢) أباطيل يجب أن تمح من التاريخ، ابراهيم شعوط، ص١٠١.
(٣) عقيدة أهل السنّة والجماعة في الصحابة (٢/ ٥٥٠).
(٤) تاريخ بغداد (١٠/ ١٣٠ - ١٣١).
(٥) الإبانة عن أصول الديانة، ص٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>