[*] (وأورد ابن أبي الدنيا رحمه الله تعالى في كتابه الورع عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري أنه خرج إلى عمر فنزل عليه وكانت لعمر ناقة يحلبها فانطلق غلامه ذات يوم فسقاه لبنا فأنكره فقال ويحك من أين هذا اللبن فقال يا أمير المؤمنين إن الناقة انفلت عليها ولدها فشرب لبنها فحلبت لك ناقة من مال الله فقال له عمر ويحك سقيتني نارا ادع لي علي بن أبي طالب فدعاه فقال إن هذا عمد إلى ناقة من مال الله فسقاني لبنها أفتحله لي قال نعم يا أمير المؤمنين هو لك حلال ولحمها وأوشك أن يجيء من لا يرى لنا في هذا المال حق.
(صورةٌ مشرقة من ورع علي ابن أبي طالب رضي الله عنه:
أخرج ابن عساكر عن الشَّعْبي قال: خرج علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوماً بالكوفة فوقف على باب فاستسقى ماء، فخرجت إليه جارية بإبريق ومنديل فقال لها: يا جارية لمن هذه الدار؟ قالت: لفلان القسطال، فقال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «لا تشرب من بئر قسطال ولا تستظلن في ظل عشار». كذا في الكنز وقال: ولم أرَ في رجاله من تُكلم فيه. اهـ.
(صورةٌ مشرقة من ورع ابن عمر رضي الله تعالى عنهما:
كان عبد الله بن عمر رضي الله عنه سمع صوت زمارة راعٍ، فمشى في الطريق بسرعة وابن عمر كان يضع إصبعيه في أذنيه وعدل راحلته عن الطريق وهو يقول يا نافع أتسمع فيقول نعم، فيمضي على حاله واضعاً إصبعيه في أذنيه حتى قلت لا، فوضع يديه وأعاد راحلته إلى الطريق. [رواه الإمام أحمد وقال أحمد شاكر إسناده صحيح].
فانظر رحمك الله تعالى ابن عمر رضي الله تعالى عنهما على الرغم من أن الإنسان غير مكلّف بما يسمع ولكن بما يستمع إليه فلا يجوز تقصّد السماع والتلذذ به.
(صورةٌ مشرقة من ورع معاذ وابن عباس رضي الله عنهما: