للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد أعتق بلال ابن رباح رضي الله عنه و عامر بن فهيرة الذي شهد بدراً وأحداً، وقتل يوم بئر معونة شهيداً و وأم عبيس، وزنِّيرة التي أصيب بصرها حين أعتقها فقالت قريش: ماأذهب بصرها إلا اللات والعزى، فقالت: كذبوا وبيت الله ما تضر اللات والعزى وماتنفعان، فرد الله بصرها (١)،وأعتق النهدية وبنتها وكانتا لامرأة من بني عبد الدار مرّ بهما وقد بعثتهما سيدتهما بطحين لها وهي تقول: والله لا أعتقكما أبداً: فقال أبو بكر - رضي الله عنه - حِلُّ (٢) يأم فلان فقالت: حل أنت، أفسدتهما فأعتقهما؛ قال: فبكم هما؟ قالت: بكذا وكذا. وقال: قد أخذتهما وهما حرتان ألينها طحينها. قالتا: أو نفرغ منه ياأبابكر ثم نرده إليها؟ قال: وذلك إن شئتما (٣). وغيرهم ن وهكذا كان الصديق يكسب المعدوم، ويصل الرحم، ويحمل الكل، ويقري الضيف، ويعين على نوائب الحق، ولا عجب إذا كان الله سبحانه أنزل في شأن الصديق قرآناً يتلى الى يوم القيامة قال تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى - وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى - فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى - وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى - وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى - فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى - وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى - إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى - وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ وَالأُولَى - فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى - لا يَصْلاهَا إِلاَّ الأَشْقَى - الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى - وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى - الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى - وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى - إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى - وَلَسَوْفَ يَرْضَى -} (٤) (سورة الليل، الآيات: ٥ - ٢١).

(٢) نفقة الصديق في تبوك:

حث رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الصحابة في غزوة تبوك على الإنفاق بسبب بعدها، وكثرة المشركين فيها، ووعد المنفقين بالأجر العظيم من الله، فأنفق كل حسب مقدرته وكان عثمان - رضي الله عنه - صاحب القدح المعلى في الإنفاق في هذه الغزوة (٥).

وتصدق عمر بن الخطاب بنصف ماله وظن أنه سيسبق أبابكر بذلك ونترك الفاروق يحدثنا بنفسه عن ذلك.


(١) السيرة النبوية لابن هشام (١/ ٣٩٣).
(٢) حل: تحللي من يمينك.
(٣) السيرة النبوية لابن هشام (١/ ٣٩٣).
(٤) تفسير الآلوسي (٣٠/ ١٥٢).
(٥) السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية، ص٦١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>