للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ناس صالحون في ناس سوء كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم) وفي رواية بدله من يبغضهم أكثر ممن يحبهم ومن ثم قال الثوري: إذا رأيت العَالِم كثير الأصدقاء فاعلم أنه مخلط لأنه لو نطق بالحق لأبغضوه قال الغزالي: وقد صار ما ارتضاه السلف من العلوم غريباً بل اندرس وما أكب الناس عليه فأكثره مبتدع وقد صار علوم أولئك غريبة بحيث يمقت ذاكرها (فائدة) حكى في علم الاهتداء أنه مات فقير فلما جرّد للغسل وجد على عنقه بين الجلد واللحم مكتوباً طوبى لك يا غريب.

(أخرج أبو نعيم في الحلية عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: لخير أعمله اليوم أحب إليَّ من مثليه مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأنا كنّا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تهمنا الآخرة ولا تهمنا الدنيا، وإنا اليوم قد مالت بنا الدنيا. وأخرجه الطبراني عن عبد الله نحوه؛ قال الهيثيم: ورجاله رجال الصحيح.

(الآثار الواردة في فضل الصبر:

ومن الآثار الواردة في فضل الصبر ما يلي:

[*] (أورد الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه ذم الهوى عن علي ابن أبي طالب - رضي الله عنه - أنه قال: اعلموا أن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ألا وإنه لا إيمان لمن لا صبر له.

[*] قال بعض السلف: لولا مصائب الدنيا لوردنا الآخرة من المفاليس ".

[*] قال سفيان بن عيينة في قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} (السجدة: من الآية ٢٤)

لما أخذوا برأس الأمر جعلناهم رؤوساً، ولما أرادوا قطع رجل عروة ابن الزبير قالوا له: لو سقيناك شيئاً كيلا تشعر بالوجع، قال: إنما ابتلاني ليرى صبري أفأعارض أمره؟!

أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن سفيان الثوري قال: ليس بفقيه من لم يعد البلاء نعمة، والرخاء مصيبة.

[*] قال عمر بن عبد العزيز: " ما أنعم الله على عبد نعمة فانتزعها منه فعاضه مكانها الصبر إلا كان ما عوضه خيراً مما انتزعه.

[*] ومرض أبو بكر الصديق فعادوه فقالوا: ألا ندعو لك الطبيب، فقال " قد رآني الطبيب، قالوا: فأى شيء قال لك؟ فقال: قال: " إني فعال ما أريد ".

[*] وروُى أن سعيد بن جبير قال: " الصبر: اعتراف العبد لله بما أصابه منه واحتسابه عند الله، ورجاء ثوابه، وقد يجزع العبد وهو يتجلد لا يرى منه إلا الصبر ".

<<  <  ج: ص:  >  >>