للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ولذلك (الرضا و اليقين) أخوان مصطحبان ..

و (السخط و الشكّ) توأمان متلاصقان .. !!

فإذا استطعتَ أن تعمل الرضا مع اليقين فافعل، فإن لم تستطع فإن في الصبر خيراً كثيراً ..

(٨) من أهم ثمرات الرضا: أنه يثمر الشكر. . .

فصاحب السخط لا يشكر .. فهو يشعر أنه مغبونٌ و حقّه منقوصٌ و حظّه مبخوسٌ .. !! لأنه يرى أنه لا نعمة له أصلاً .. !!

فالسخط نتيجة كفران المنعم و النعم .. !!!

والرضا نتيجة شكران المنعم و النعم .. !!!

(٩) الرضا يجعل الإنسان لا يقول إلا ما يرضي الرب ..

السخط يجعل الإنسان يتكلّم بما فيه اعتراضٌ على الرب، و ربما يكون فيه قدحٌ في الرب عز و جل ..

صاحب الرضا متجرّدٌ عن الهوى .. و صاحب السخط متّبعٌ للهوى ..

ولا يجتمع الرضا و اتباع الهوى، لذلك الرضا بالله و عن الله يطرد الهوى ..

صاحب الرضا و اقفٌ مع اختيار الله ..

يحسّ أن عنده كنزٌ إذا رضي الله عنه أكبر من الجنة ..

لأن الله عندما ذكر نعيم الجنة قال: قال تعالى: (وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيّبَةً فِي جَنّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مّنَ اللّهِ أَكْبَرُ) [التوبة: ٧٢]

رضا الله إذا حصل هو أكبر من الجنة و ما فيها ..

و الرضا صفة الله و الجنة مخلوقةٌ .. و صفة الله أكبر من مخلوقاته كلها ..

رضا الله أكبر من الجنة .. !!!

(١٠) الرضا يخلّص العبد من سخط الناس .. لأن الله إذا رضي عن العبد أرضى عنه الناس .. و العبد إذا سعى في مرضاة الله لا يبالي بكلام الناس ..

أما المشكلة إذا سعى في مرضاة الناس فسيجد نفسه متعباً؛ لأنه لن يستطيع إرضاءهم فيعيش في شقاءٍ .. أما من يسعى لرضا الله فلا يحسب لكلام الناس أي حسابٍ و لن يتعبَ نفسياً .. و لو وصل إليه كلام الناس فلن يؤذيَه نفسياً و لن يبالي مادام الله راضياً عنه ..

(حديث معاوية في صحيح الترمذي) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس، و من التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس.

(١١) الله يعطي الراضي عنه أشياءَ لم يسألها، و لا تكون عطايا الله نتيجة الدعاء فقط مادام في مصلحته ..

(١٢) الرضا يفرّغ قلب العبد للعبادة .. فهو في صلاته خالٍ قلبُه من الوساوس .. في الطاعة غير مشتّت الذهن .. فيستفيد من العبادة .. الرضا يركّز و يصفّي الذهن فينتفع صاحبه بالعبادة ..

<<  <  ج: ص:  >  >>