للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخرج البيهقي عن علي رضي الله عنه قال: إنَّ النعمة موصولة بالشكر، والشكر متعلق بالمزيد، وهما مقرونان في قَرَن، ولن ينقطع المزيد من الله حتى ينقطع من العبد. وعند ابن ماجه والعسكري عن محمد بن كعب القرظي قال: قال علي بن أبي طالب: ما كان الله ليفتح باب الشكر ويخزن باب المزيد، وما كان الله ليفتح باب الدعاء ويخزن باب الإِجابة، وما كان الله ليفتح باب التوبة ويخزن باب المغفرة. أتلو عليكم من كتاب الله. قال الله تعالى: {ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (سورة غافر، الآية: ٦٠)، وقال: {لَئِن شَكَرْتُمْ لازِيدَنَّكُمْ} (سورة إبراهيم، الآية: ٧)، وقال: {اذكروني أذكركم} (سورة البقرة، الآية: ١٥٢)، وقال: {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر ا يجد ا غفورا رحيما} (سورة النساء، الآية: ١١٠). كذا في الكنز.

(قول أبي الدرداء وعائشة وأسماء في الشكر:

وأخرج ابن عساكر عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: ما أمسيت ليلة وأصبحت لم يرمني الناس فيها بداهية إلا رأيتها نعمة من الله عليَّ عظيمة. وعنده أيضاً عنه قال: من لم يرَ أن لله عليه نعمة إلا في الأكل والشرب فقد قلَّ فهمه وحَضَر عذابه. كذا في الكنز. وأخرجه أبو نعيم في الحلية (١٢٢٠ و٢١٠) عنه نحوه بالوجهين.

وأخرجه ابن أبي الدنيا وابن عساكر عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما من عبد يشرب الماء القَرَاح فيدخل بغير أذى ويخرج بغير أذى إلا وجب عليه الشكر. كذا في الكنز. وأخرجه الطبراني في الكبير عن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما أنه لما قتل ابن الزبير رضي الله عنهما كان عندها شيء أعطاها إياه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سفَط ففقدته، فأخذت تطلبه، فلما وجدته خرّت ساجدة. قال الهيثمي: إسناده حسن وفي بعض رجاله كلام.

(واجبنا نحو الله في النعم:

(١) الخضوع له، خضوع الشاكر للمشكور.

(٢) حبه له، حب الشاكر للمشكور.

(٣) اعترافه بنعمته عليه (الإقرار).

(٤) الثناء عليه بها.

(٥) أن لا يستعملها فيما يكره بل يستعملها فيما يرضيه.

وإذا كانت النعم تتفاضل فهل يتفاضل الشكر؟ نعم.

(الوسائل التي تؤدي إلى الشكر:

(١) من الوسائل التي تؤدي إلى الشكر أنك تنظر إلى من هو دونك فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله بنص السنة الصحيحة كما في الحديث الآتي: (

<<  <  ج: ص:  >  >>