للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالاسترجاع ملجأ وملاذ لذوي المصائب، ومعناه باختصار: إن لله توحيد وإقرار بالعبودية والملك، وإن إليه راجعون إقرار بأن الله يهلكنا ثم يبعثنا.

إذا فالأمر كله لله، ولا ملجأ منه إلا إليه، والله عز وجل يقول: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [البقرة ١٥٥: ١٥٧]

[*] قال ابن كثير في تفسير هذه الآية:

قال عمر: نعم العدلان، ونعمت العلاوة، [أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة] فهذان العدلان.

و [أولئك هم المهتدون] فهذه العلاوة، وهي ما توضع بين العدلين، وهي زيادة في الحلم، فكذلك هؤلاء، أُعطوا ثيابهم، وزيدوا أيضًا. (١)

(١١) في حال دعاء المسلم لأخيه بظهر الغيب:

(حديث أبي الدرداء الثابت في صحيح مسلم) النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به آمين ولك بمثل.

فلا تنسنا أخي الحبيب بدعوة منك في ظهر الغيب، واعلم بأن الله جل وعلا سيستجيب منك هذه الدعوة وسيعطيك مثلها بموعود النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

(١٢) دعاء الناس بعد وفاة الميت:

(حديث أم سلمة الثابت في صحيح مسلم) قالت دخل رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه ثم قال إن الروح إذا قبض تبعه البصر فضج ناس من أهله فقال لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون ثم قال اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبة في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين وأفسح له في قبره ونور له فيه.

(١٣) دعوة المضطر:

فالله _ تبارك وتعالى _ يجيب المضطر إذا دعاه ولو كان مشركًا، (فكيف إذا كان مسلمًا عاصيًا مفرطًا في جنب الله؟

(بل كيف إذا كان مؤمنًا برًّا تقيًّا؟

قال تعالى: (أَمّن يُجِيبُ الْمُضْطَرّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السّوَءَ) [النمل / ٦٢]

[*] قال ابن كثير في تفسير الآية السابقة:

أي من هو الذي لا يلجأ المضطر إلا إليه، والذي لا يكشف ضر المضرورين سواه؟. (٢)

[*] قال البغوي: المضطر: المكروب المجهود. (٣)


(١) تفسير ابن كثير ١/ ١٨٨.
(٢) تفسير ابن كثير ٣/ ٣٥٨.
(٣) معالم التنزيل للبغوي ٦/ ١٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>