وهنا أنبه إخواني المسلمين بأن يحذروا من تلك الكتيبات التي تحتوي على أدعية خاصة بكل شوط من أشواط الطواف أو السعي، وكذلك الحذر من استخدام واستئجار المطوفين، فكل تلك الأعمال بدعية لا أصل لها في الشريعة، فالإنسان يدعو الله عز وجل بما شاء من الدعاء، وهل هناك أعظم من سؤال الله الجنة، والاستعاذة به من النار، وأن يثبت الله العبد على هذا الدين حتى يلقى ربه تبارك وتعالى، ولا داعي أبداً لاستعمال كتبات أو مطوفين، فلن يكون المطوف أحرص من العبد على نفسه، ولن يكون المطوف أخلص في الدعاء للعبد من نفسه، فلا بد من أخذ الحيطة والحذر من ذلك، ويدعو العبد بما فتح الله عليه من الدعاء وليس بلازم أن يحفظ أدعية يدعو بها، بل ربما كان بعضها غير مفهوم ولا معلوم، فلربما دعا المسلم على نفسه، أو أمن على دعاء هو عليه وليس له.
(٤) الدعاء على الصفا والمروة:
الدعاء على الصفا والمروة: يكون باستقبال البيت في الدعاء بعد التكبير ثلاثاً، ثم يقول الذكر الوارد في السنة ثلاثاً، ويدعو بين ذلك.
[*] قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله -:
يقول الله أكبر وهو رافع يديه كرفعهما في الدعاء ثلاث مرات، ويقول ما ورد ومنه:" لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده " ثم يدعو بما أحب، ثم يعيد الذكر مرة ثانية، ثم يدعو بما أحب، ثم يعيد الذكر مرة ثالثة، وينزل متجهاً إلى المروة. " الشرح الممتع "(٧/ ٢٦٨).
ويكون الدعاء في ابتداء الأشواط لا في انتهائها، إذ ليس ثمة دعاء على المروة عند نهاية الأشواط.
[*] قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله -:
وبه نعرف أيضاً أن الدعاء على الصفا والمروة يكون في ابتداء الأشواط لا في انتهائها، وأن آخر شوط على المروة ليس فيه دعاء؛ لأنه انتهى السعي، وإنما يكون الدعاء في مقدمة الشوط كما كان التكبير أيضاً في الطواف في مقدمة الشوط، وعليه فإذا انتهى من السعي عند المروة ينصرف، وإذا انتهى من الطواف عند الحجر ينصرف، ولا حاجة إلى التقبيل، أو الاستلام، أو الإشارة، والذي نعلل به دون أن يعترض معترض أن نقول هكذا فعل النبي صلّى الله عليه وسلّم. " الشرح الممتع "(٧/ ٣٥٢)