للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم إذا كشف عنهم البلاء قابلوا ذلك بالشكر والثناء على الله، وزيادة المعرفة بلطفه. (١)

(٣) التوبة من المعاصي:

كما قال تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُواْ رَبّكُمْ إِنّهُ كَانَ غَفّاراً * يُرْسِلِ السّمَآءَ عَلَيْكُمْ مّدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لّكُمْ جَنّاتٍ وَيَجْعَل لّكُمْ أَنْهَاراً) [نوح ١٠: ١٢]

قيل لسفيان: لو دعوت الله؟ قال: إن ترك الذنوب هو الدعاء. (٢)

أخي: إن أكثر أولئك الذي يشكون من عدم إجابة الدعاء آفتهم المعاصي فهي خلف من كل مصيبة. .

[*] قال عمر بن الخطاب (رضي الله عنه):

بالورع عما حرم الله يقبل الله الدعاء والتسبيح.

[*] قال بعض السلف:

لا تستبطئ الاجابة وقد سددت طرقها بالمعاصي.

[*] وذكر الإمام عبد الله بن أحمد بن حنبل رضي الله عنهما في كتاب الزهد لأبيه: أن بني إسرائيل قد أصابهم بلاء، فخرجوا إلى الصعيد يسألون الله جل وعلا، فأوحى الله إلى نبيهم وقال: قل لهم: الآن خرجتم إلى الصعيد بأبدان نجسة -نجستها المعاصي والذنوب- ورفعتم إلي أكفاً قد سفكتم بها الدماء، وملأتم بيوتكم من الحرام، الآن وقد اشتد غضبي عليكم، فلن تزدادوا مني إلا بعداً.

اخي المسلم: ها هي المعاصي قد عمت وتطاير شررها في كل مكان. وقد غفل الغافلون .. وهم في غيهم منهمكون.

ولكن اذا نزلت المصيبة صاروا يجارون بدعاء الله تعالى فما اتعسهم وما اقل نصيبهم من اجابة الدعوات.

اخي المسلم: فالتوبة ... . التوبة ... .. ولتنظف طريق الدعاء من الأوساخ.

ليجد دعاؤك طريقه الى الاستجابة ... والا كيف ترجو اخي الاجابة اذا كنت ممن يبارز ربه تعالى في ليلك ونهارك؟

أخي: إن مثل العاصي في دعائه كمثل رجل حارب ملكا من ملوك الدنيا ونابذه العداوة زمنا طويلا، وجاءه مرة يطلب إحسانه ومعروفة. فما ظنك أخي بهذا الرجل؟ اتراه يُدرك مطلوبه؟ كلا فانه لن يدرك مطلوبه الا اذا صفا الود بينه وبين ذلك الملك.

فذاك أخي مثل العاصي الذي يبيت ويصبح وهو في معصية الله، ثم اذا وقعت به شده يرجو من الله ان يجيب دعاءه. فاحذر اخي عاقبة المعاصي ... فانك لن تسعين على إدراك الدعاء المستجاب بشيء أقوى من ترك المعاصي .. فترك المعاصي مفتاح لباب الدعاء المستجاب ..

أعانني الله وإياك لطاعته ... و عصمني وإياك من معاصية ومساخطه


(١) فوائد مستنبطة من قصة يوسف لابن سعدي، ١/ ١٤٢ من المجموعة الخامسة من مؤلفات ابن سعدي.
(٢) جامع العلوم والحكم ١/ ٢٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>