للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثالث: يمد يديه إلى السماء ”إن الله حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً خائبتين“ (١).

والرابع: الإلحاح على الله بتكرير ذكر ربوبيته وهو من أعظم ما يطلب به إجابة الدعاء ومع ذلك كله قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ”فأنى يستجاب لذلك“ وهذا استفهام وقع على وجه التعجب والاستبعاد (٢).

وروى عكرمة بن عمار حدثنا الأصفر قال قيل لسعد بن أبي وقاص تستجاب دعوتك من بين أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال ما رفعت إلى فمي لقمة إلا وأنا عالم من أين مجيئها ومن أين خرجت.

[*] قال عن وهب بن منبه:

من سره أن يستجيب الله دعوته فليطيب طعمته

[*] قال عن سهل بن عبد الله:

من أكل الحلال أربعين صباحا أجيبت دعوته

[*] قال عن يوسف بن أسباط:

بلغنا أن دعاء العبد يحبس عن السموات بسوء المطعم.

ويقول ابن رجب في جامع العلوم

(٢) ارتكاب المعاصي والمحرمات:

وهذه من أعظم موانع الدعاء، وهي من المدلهمات التي ربما لا يفطن لها كثير من الناس، إذ المعصية سبب لبغض الخالق للمخلوق، وسفول منزلته عند ربه، فلا يأبه به، وربما لا يستجيب له دعوة، ولا شك أن الغفلة والوقوع في الشهوات المحرمة من أسباب الحرمان من الخيرات. وقد قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَآ أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ} [الرعد /١١].

قال الشاعر:

نحن ندعو الإله في كل كرب ... ثم ننساه عند كشف الكروب

كيف نرجو إجابة لدعاء ... قد سددنا طريقها بالذنوب

(٣) ترك الأوامر، وإهمال الواجبات التي أمر الله بها وأوجبها على عباده:

فكم هم الذين أهملوا في ترك الصلاة، وكم هم الذين باعوا ينهم وعقيدتهم لأعدائهم، فتقمصوا هيئاتهم، ولبسوا ثياباً غير ثيابهم، وكم هي المنكرات التي تعج بها بلاد المسلمين اليوم ولا منكر ولا مستمع إلا ما رحم ربي، فكل ذلك سبب لعدم قبول الدعاء،


(١) أبو داود ٢/ ٧٨ برقم ١٤٨٨، والترمذي ٥/ ٥٥٧، وابن ماجه ٢/ ١٢٧١، والبغوي في شرح السنة ٥/ ١٨٥، وصححه الألباني في صحيح الترمذي ٣/ ١٧٩ وصحيح ابن ماجه برقم ٣٨٦٥.
(٢) جامع العلوم والحكم ١/ ٢٦٩، ٢٧٥ و١/ ٢٦٩ - ٢٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>