للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*] قال مُورِّقٌ العجلي: ((ما امتلأت غضباً قط، ولقد سألت الله حاجة منذ عشرين سنة فما شفعني فيها وما سئمت من الدعاء)) [نزهة الفضلاء ص ٣٩٨].

(٥) ومن موانع الإجابة الدعاء بالإثم وقطع الرحم:

والدعاء بالإثم كمن يدعو على شخص معين بأن يكون مدمناً للخمر، أو أن يدعو على إنسان بالزنا، أو أن يكون سارقاً، أو يكون كافراً، أو يدعو الله أن ييسر له فعل الفساد، وهكذا دواليك.

ولا شك أن ذلك خطأ في الدعاء فقد يستجيب الله تعالى دعوة الداع فيموت على الكفر أو على المعصية فيبوء بإثم دعوته والعياذ بالله.

(حديث أبي هريرة في صحيح الترمذي) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال ما من رجل يدعو بدعاء إلا استجيب له فإما أن يعجل له في الدنيا و إما أن يدخر له في الآخرة ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم أو يستعجل.

(٦) ومن موانع إجابة الدعاء عدم الصلاة على النبي محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

(حديث عمر في صحيح الترمذي موقوفاً) قال: إن الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء إلى السماء حتى تصلي على نبيك - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

[*] سئل إبراهيم بن أدهم عن قول الحق سبحانه: (ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [غافر /٦٠]

، قالوا: فإنا ندعو الله فلا يستجيب لنا؟!! فقال: لأن قلوبكم ماتت بعشرة أشياء:

١ - ... عرفتم الله ولم تؤدوا حقه.

٢ - ... وتأكلون رزق الله ولا تشكرونه.

٣ - ... وقرأتم كتاب الله ولم تعملوا به.

٤ - ... وادعيتم عداوة الشيطان وواليتموه.

٥ - ... وادعيتم حب رسول الله وتركتم أثره وسنته.

٦ - ... وادعيتم حب الجنة ولم تعملوا لها.

٧ - ... وادعيتم خوف النار ولم تنتهوا عن الذنوب.

٨ - ... واشتغلتم بعيوب غيركم وتركتم عيوب أنفسكم.

٩ - ... وادعيتم أن الموت حق ولم تستعدوا له.

١٠ - وتدفنون موتاكم ولا تعتبرون. فكيف يستجاب لكم؟!

(٧) وقوع الظلم حتى من الذي يدعو على الظالمين:

والله لا يحب الظالمين، وكل وضع للشيء في غير موضعه فهو ظلم، فتخيلوا كم من الظلم نمارسه نحن، ونحن غافلون لاهون.

[*] قال المقريزي:

<<  <  ج: ص:  >  >>