للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١٠) تأخر الإجابة سبب لتفقد العبد لنفسه:

(١١) قد تكون الدعوة مستجابة دون علم الداعي:

(١٢) قد يكون الدعاء ضعيفًا فلا يقاوم البلاء:

(١٣) قد يكون الإنسان سد طريق الإجابة بالمعاصي:

(١٤) ظهورآثار أسماء الله تعالى:

(١٥) تكميل مراتب العبودية للأولياء:

[*] (ثانياً الحِكَم من تأخُرِ إجابة الدعاء تفصيلا:

(١) أن تأخر الإجابة من البلاء الذي يحتاج إلى صبر:

فتأخر الإجابة من الابتلاء، كما أن سرعة الإجابة من الابتلاء.

قال تعالى: (وَنَبْلُوكُم بِالشّرّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً) [الأنبياء / ٣٥]

فالابتلاء بالخير يحتاج إلى شكر، والابتلاء بالشر يحتاج إلى صبر؛ فإياك أن تستطيل زمان البلاء، وتَضْجَرَ من كثرة الدعاء؛ فإنك ممتحن بالبلاء، مُتَعَبَّدٌ بالصبر والدعاء.

فلا تيأسن من روح الله وإن طال البلاء؛ فإن الله _ عز وجل _ يبتليك؛ ليبلو أخبارك، وهل الابتلاء إلا الإعراض وعكس المقاصد؟

[*] قال عمر بن عبد العزيز:

أصبحت ومالي سرور إلا في انتظار مواقع القدر؛ إن تكن السراء فعندي الشكر، وإن تكن الضراء فعندي الصبر. (١)

(٢) أن الله تعالى هو مالك الملك:

فله التصرف المطلق بالعطاء والمنع، فلا راد لفضله، ولا معقب لحكمه، ولا اعتراض على عطائه ومَنْعِه؛ إن أعطى فبفضل، وإن منع فبعدل.

[*] قال ابن ناصر الدين الدمشقي:

فإنه ليس لأحد مفر عن أمر الله وقضائه، ولا محيد له عن حكمه النافذ وابتلائه، إنَّا لله ملكه وعبيده، يتصرف فينا كما يشاؤه وما يريده. (٢)

(٣) أنه لا حق للمخلوق على الخالق:

فالمخلوق مربوب، مملوك، مقهور، مُدَبَّر، والخالق ربٌّ، قاهر، مُدَبِّر.

والمملوك العاقل مطالب بأداء حق المالك، ويعلم أنه لا يجب على المالك تبليغه ما يهوى؛ فكيف يُقَصِّر المملوك ثم يطلب حقه كاملاً مع أنه لا حق له أصلاً؟!

[*] قال ابن القيم رحمه الله:


(١) الكتاب الجامع لسيرة عمر بن عبد العزيز الخليفة الخائف الخاشع لعمر بن محمد الخضر المعروف بالملاء، تحقيق د. محمد صدقي البورنو ٢/ ٤٣٢_٤٣٣، وانظر سيرة عمر بن عبد العزيز لابن عبد الحكم ص٩٧.
(٢) برد الأكباد عند فقد الأولاد لابن ناصر الدين الدمشقي ص٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>