الاستواء غيرُ مجهول (أي من حيثُ المعنى)
والكيفُ غير معقول (أي لا تدركه العقول)
والإيمانُ به واجب (لأنه سبحانه أثبته لنفسه)
والسؤالُ عنه بدعة (لأن الصحابة َلم يسألوا عنه وهم أحرصُ الناسِ على الخير وأعلم الناسِ بما يجيزه الشرع.
مسألة: ما معنى التمثيل؟
التمثيلُ هو مماثلة صفات الله تعالى بصفاتِ المخلوقين، وهذا من الضلالِ والخبال لأن الله تعالى يقول (ليس كمثلهِ شئٌ وهو السميعُ البصير) [الشورى / ١١]
{تنبيه}: (التكييف أعم من التمثيل، لأن التكييفَ إن كان له مماثل كان تكييفاً وتمثيلاٌ، وإن لم يكن له مماثل كان تكييفاٌ فقط.
[*] قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله تعالى:
وكلِ ما لهُ من الصفاتِ ... أثبتها في محكمِ الآياتِ
أوْصَحَّ فيما قاله الرسولُ ... فحقَّهُ التسليمُ والقبولُ
نُمِرُّها صريحةً كما أتتْ ... مع اعتقادنا لما له اقتدتْ
من غيرِ تحرِيفٍ ولا تعطيلِ ... وغيرِ تمثيلٍ ولا تكييفِ
(الركن الثاني الإيمان بالملائكة:
مسألة: كيف الإيمان بالملائكة؟
الإيمان بالملائكة: الاعتقاد الجازم بأن لله تعالى ملائكة مخلوقون من نور كما ثبت في السنة الصحيحة
(حديث عائشة في صحيح مسلم) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: خُلقت الملائكة من نور و خُلق الجان من مارجٍ من نار و خُلق آدم مما و صف لكم.
نؤمن بأنهم عالم غيبي لا يشاهدون، وقد يشاهدون، إنما الأصل أنهم عالم غيبي مخلوقون من نور مكلفون بما كلفهم الله به من العبادات وهم خاضعون لله عز وجل أتم الخضوع، {لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} [التحريم: ٦].
ونؤمن أنهم أجساد، بدليل قوله تعالى: {جاعل الملائكة رسلاً أولي أجنحة} [فاطر، ١]، ورأى النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جبريل على صورته التي خلق عليها له ستمائة جناح قد سد الأفق (١)، خلافاً لمن قال: إنهم أرواح.
إذا قال قائل: هل لهم عقول؟ نقولك هل لك عقل؟ ما يسأل عن هذا إلا رجل مجنون، فقد قال الله تعالى: {لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} [التحريم: ٦]، فهل يثني عليهم هذا الثناء وليس لهم عقول؟! {يسبحون الليل والنهار لا يفترون} [الأنبياء: ٢٠]، أنقول: هؤلاء ليس لهم عقول؟! يأتمرون بأمر الله، ويفعلون ما أمر الله به ويبلغون الوحي، ونقول: ليس لهم عقول؟! أحق من يوصف بعدم العقل من قال: إنه لا عقول له!!
مسألة: هل يكفي الإيمان بالملائكة إجمالاً؟
المسألة على التفصيل الآتي: