للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال تعالى: (وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلّمَ اللّهُ مُوسَىَ تَكْلِيماً) [سورة: النساء - الآية: ١٦٤]

و الإيمان بالرسل يتضمن الإيمان بأنهم صادقون في رسالتهم، وتصديق ما اخبروا به والتزام أحكام شرائعهم غير المنسوخة، والشرائع السابقة كلها منسوخة بشريعة - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

ورسل الله هم الذين أوحى الله إليهم بالشرائع وأمرهم بتبليغها، وأولهم نوح وآخرهم محمد - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

الدليل على أن أولهم نوح: قوله تعالى: {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده} [النساء: ١٦٣]، يعني: وحياً، كإيحائنا إلى نوح والنبيين من بعده، وهو وحي الرسالة. وقوله: {ولقد أرسلنا نوحاً وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب} [الحديد: ٢٦]: {في ذريتهما}، أي ذرية نوح وإبراهيم، والذي قبل نوح لا يكون من ذريته. وكذلك قوله تعالى: {وقوم نوح من قبل إنهم كانوا قوماً فاسقين} [الذاريات: ٤٦]، قد نقول: إن قوله: {من قبل}: يدل على ما سبق.

إذاً من القرآن ثلاثة أدلة تدل على أن نوحا أول الرسل ومن السنة ما ثبت في حديث الشفاعة: "أن أهل الموقف يقولون لنوح: أنت أول رسول أسله الله إلى أهل الأرض، وهذا صريح.

أما آدم عليه الصلاة والسلام، فهو نبي، وليس برسول.

وآخرهم محمد عليه الصلاة والسلام، لقوله تعالى: {ولكن رسول الله وخاتم النبيين} [الأحزاب: ٤٠]، ولم يقل: وخاتم المرسلين، لأنه إذا ختم النبوة، ختم الرسالة من باب أولى.

مسألة: كم عدد الرسل المذكورين في القرآن الكريم ,من هم؟

عدد الرسل المذكورين في القرآن الكريم خمسٌ وعشرون منهم ثمانية عشر في سورة الأنعام والباقي في سورٍ متعددة، وهؤلاء الرسل هم:

آدَمَ وإدريس وَنُوح وهُود وصالح و إِبْرَاهِيمَ وَلُوط ويونس وَإِسْمَاعِيلَ وإسحاق ويعقوب ويوسف وأيوب وشعيب وموسى وهارون واليسع وذا الكفل وداود وسليمان وذكريا وإلياس ويحيى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>