للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

" لا يمنعن أحداً من الدعاء من الدعاء ما لم يعلم في نفسه ـ يعني من التقصير ـ فإن الله قد أجاب دعاء شر خلقه وهو إبليس حين قال: " رب أنظرني إلى يوم يبعثون ولهذا جاء في الحديث القدسي:" أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني " [أخرجه مسلم].

(٤) السلامة من الغفلة:

وذلك بحضور القلب وخشوعه، واستحضاره لمعاني الدعاء، فذلك من أعظم أسباب الإجابة.

أما استيلاء الغفلة، واستحكام الشهوة فمن أعظم موانع الإجابة.

[*] قال يحيى بن معاذ:

من جمع الله عليه قلبه في الدعاء لم يردَّه. (١)

[*] قال ابن القيم تعليقًا على ذلك:

قلت: إذا اجتمع عليه قلبه، وصدقت ضرورته وفاقته، وقوي رجاؤه _ لا يكاد يرد دعاؤه. (٢)

(٥) اغتنام الفرص:

وذلك بتحري أوقات الإجابة، والمبادرة لاغتنام الأحوال، والأوضاع، والأماكن التي هي مظان إجابة الدعاء.

(٦) كثرة الأعمال الصالحة:

فالأعمال الصالحة سبب عظيم لرفع الدعاء وتقبله؛ فالدعاء من الكلمِ الطيب، والكلمُ الطيب يصعد إلى الله، ويحتاج إلى عمل صالح يرفعه.

قال تعالى: (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطّيّبُ وَالْعَمَلُ الصّالِحُ يَرْفَعُهُ) [فاطر / ١٠]

وكما في قصة أصحاب الغار؛ فإن أعمالهم الصالحة شفعت لهم، وكانت سببًا في إجابة دعائهم.

[*] قال وهب بن منبه:

مثل الذي يدعو بغير عمل كمثل الذي يرمي بغير وتر.

وعنه قال: العمل الصالح يبلغ الدعاء، ثم تلا قوله تعالى: (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطّيّبُ وَالْعَمَلُ الصّالِحُ يَرْفَعُهُ) [فاطر / ١٠]

(٧) التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض:

(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: قال الله تعالى من عاد لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلىَّ عبدي بشيءٍ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليِّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله الذي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنَّه، وما ترددتُ عن شيءٍّ أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته.

(٨) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

فهذا من أعظم أسباب إجابة الدعاء؛ لأنه من أعظم الأعمال الصالحة، ولأن تركه موجب لرد الدعاء وعدم الإجابة.


(١)، (٤) ... الفوائد لابن القيم ص٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>