للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*] عن الحسن قال: باع طلحة أرضا له بسبعمائة ألف، فبات ذلك المال عنده ليلة، فبات أَرِقا من مخافة ذلك المال، حتى أصبح ففرَّقه.

[*] وعن جابر بن قَبيصة قال: صحبتُ طلحة، فما رأيتُ رجلا أعطى لجزيل مال من غير مسألة منه http://qaradawi.net/site/topics/article.asp?cu_no=٢&item_no=٦٠٢٥&version=١&template_id=١١٩&parent_id=١٣ - _ftn١٤.

[*] تحدّثنا زوجته سُعدى بنت عوف فتقول: دخل عليَّ طلحة ورأيتُه مغموما فقلتُ: ما لي أراك كالح الوجه؟ وقلتُ: ما شأنك، أرابك مني شيء فأعتبك (أي أسترضيك)؟ قال: لا. ولنعم حليلةُ المسلم أنت! قلتُ: فما شأنك؟ قال: المال الذي عندي قد كثر وكَرَبَني! قلتُ: وما عليك، اقسمه. قالت: فقسمه حتى ما بقي منه درهم.

قال يحيى بن طلحة: فسألتُ خازن طلحة: كم المال؟ قال: أربعمائة ألف.

وقالت سُعدى بنت عوف أيضاً: لقد تصدَّق طلحة يوما بمائة ألف، ثم حبسه عن المسجد أن جمعتُ له بين طرفي ثوبه. تعني: لم يستطع الذهاب إلى المسجد حتى رقع ثوبه!!

ومرّة أخرى باع أرضاً له بثمن مرتفع، ونظر الى كومة المال ففاضت عيناه من الدمع ثم قال: إن رجلاً تبيت هذه الأموال في بيته لا يدري ما يطرق من أمر، لمغرور بالله

ثم دعا بعض أصحابه وحمل معهم أمواله هذه، ومضى في شوارع المدينة وبيوتها يوزعها، حتى أسحر وما عنده منها درهم

[*] ويصف جابر بن عبد الله جود طلحة فيقول: ما رأيت أحد أعطى لجزيل مال من غير مسألة، من طلحة بن عبيد الله

وكان أكثر الناس برّا بأهله وبأقربائه، فكان يعولهم جميعا على كثرتهم .. وقد قيل عنه في ذلك: كان لا يدع أحدا من بني تيم عائلا إلا كفاه مؤنته، و مؤنة عياله وكان يزوج أياماهم، ويخدم عائلهم، ويقضي دين غارمهم

[*] ويقول السائب بن زيد: صحبت طلحة بن عبيد الله في السفر والحضر فما وجدت أحداً، أعمّ سخاء على الدرهم، والثوب والطعام من طلحة.

ويتجلى زهد طلحة ابن عبيد الله رضي الله عنه كذلك في تركه ما لا ينفع في الآخرة وعدم إصراره على الخطأ إن صدر منه، فكان وَقَّافاً لحدود الله تعالى وكان إذا ذُكِّرَ ذكر ويظهر هذا وضوحاً جلياً في موقف من الفتنة في خلافة عثمان وهاك موقفه بإيجاز:

نشبت الفتنة المعروفة في خلافة عثمان رضي الله عنه ويؤيد طلحة حجة المعارضين لعثمان، ويزكي معظمهم فيما كانوا ينشدونه من تغيير وإصلاح، لكن هل كان بموقفه هذا، يدعو إلى قتل عثمان، أو يرضى به .. ؟؟ كلا

<<  <  ج: ص:  >  >>