ونجد ذلك في كتب آداب التعليم، وفي السير، ومنه على سبيل المثال:”آداب المعلمين” لسحنون (ص١٠٤)، و”الرسالة المفصلة” للقابسى (ص١٣٥ - ١٣٧)، و”الشقائق النعمانية”ص٢٠)، وعنه في ”أبجد العلوم” (١/ ١٩٥ - ١٩٦) وكتاب ”أليس الصبح بقريب” للطاهر ابن عاشور، وفتاوى رشيد رضا” ... (١٢١٢)، و معجم البلدان” (٣/ ١٠٢) و”فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية” (٢٥/ ٣١٨ - ٣٢٠،٣٢٩).
١٤) قراءة التصحيح والضبط:
احرص على قراءة التصحيح والضبط على شيخ متقن، لتأمن من التحريف والتصحيف والغلط والوهم.
وإذا استقرأت تراجم العلماء – وبخاصة الحفاظ منهم – تجد عدداً غير قليل ممن جرد المطولات في مجالس أو أيام قراءة ضبط على شيخ متقن.
فهذا الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى قرأ ”صحيح البخاري” في عشرة مجالس، كل مجلس عشر ساعات و”صحيح مسلم” في أربعة مجالس في نحو يومين وشيء من بكرة النهار إلى الظهر، وانتهى ذلك في يوم عرفة، وكان يوم الجمعة سنة ٨١٣هـ وقرأ ”سنن ابن ماجة” في أربعة مجالس، ومعجم الطبراني الصغير” في مجلس واحد، بين صلاتي الظهر والعصر.
وشيخه الفيروز آبادي قرأ في دمشق ”صحيح مسلم” على شيخه ابن جهبل قراءة ضبط في ثلاثة أيام.
وللخطيب البغدادي والمؤتمن الساجي، وابن الأبار وغيرهم في ذلك عجائب وغرائب يطول ذكرها، وانظرها في: ”السير” للذهبي (١٨/ ٢٧٧و ٢٧٩، ١٩/ ٣١٠، ٢١/ ٢٥٣)، و”طبقات الشافعية” للسبكي (٤/ ٣٠)، و الجواهر والدرر ”للسخاوي (١/ ١٠٣ - ١٠٥) و فتح المغيث” (٢/ ٤٦)، و”شذرات الذهب” (٨/ ١٢١، ٢٠٦)، و”خلاصة الأثر” (١/ ٧٢ - ٧٣) و”فهرس الفهارس” للكتاني، و”تاتج العروس” (١/ ٤٥ - ٤٦).
فلا تنس حظك من هذا.
١٥) جرد المطولات:
الجرد للمطولات من أهم المهمات، لتعدد المعارف وتوسيع المدارك واستخراج مكنونها من الفوائد والفرائد والخبرة من مظان الأبحاث والمسائل ومعرفة طرائق المصنفين في تأليفهم واصطلاحهم فيها.
وقد كان السالفون يكتبون عند وقوفهم:”بلغ”، حتى لا يفوته شيء عند المعاودة، لا سيما مع طول الزمن.
١٦) حسن السؤال:
التزم أدب المباحثة من حسن السؤال، فالاستماع فصحة الفهم للجواب، وإياك إذا حصل الجواب أن تقول: لكن الشيخ فلان قال لي كذا، أو قال كذا، فإن هذا وهن في الأدب، وضرب لأهل العلم بعضهم ببعض، فاحذر هذا.
وإن كنت لا بد فاعلاً، فكن واضحا في السؤال، وقل: ما رأيك في الفتوى بكذا، ولا تسم أحداً.
[*] قال ابن القيم رحمه الله تعالى: