للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسألة ٢:أيهما أفضل للقارىء أن يقرأ عن ظهر قلب أو من المصحف؟

الجواب: يوجد خلاف بين أهل العلم في ذلك، ففضل بعضهم القراءة عن ظهر قلب على القراءة من المصحف، ومنع ذلك آخرون وهم الأكثرون وقالوا: إن القراءة من المصحف أفضل، لأن فيه نظر للقرآن. وفي النظر للقرآن آثارٌ لم تثبت. وفصل آخرون في ذلك؛ (قال ابنُ كثيرٍ رحمه الله:

وقال بعض العلماء: المدار في هذه المسألة على الخشوع، فإن كان الخشوع أكثر عند القراءة عن ظهر قلب، فهو أفضل، وإن كان عند النظر في المصحف أكثر، فهو أفضل، فإن استويا، فالقراءة نظراً أولى، لأنها أثبت، وتمتاز بالنظر إلى المصحف.

(قال الشيخ أبو زكريا النواوي رحمه الله في التبيان: الظاهر أن كلام السلف وفعلهم محمول على هذا التفصيل (١).

(وقال ابن الجوزي رحمه الله تعالى:

وينبغي لمن كان عنده مصحف أن يقرأ فيه كل يوم أيات يسيرة لئلا يكون مهجوراً (٢).

(١٥) جواز قراءة القرآن للحائض والنفساء:

وذلك لأنه لم يثبت دليل يتعين المصير إليه على المنع من ذلك، ولكن بدون مس المصحف. قالت اللجنة الدائمة: أما قراءة الحائض والنفساء القرآن بلا مس مصحف فلا بأس به في أصح قولي العلماء؛ لأنه لم يثبت عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما يمنع ذلك (٣).

(١٦) استحباب تنظيف الفم بالسواك قبل التلاوة:

وذلك تأدباً مع كلام الله، فإن القارىء لما كان مريداً لتلاوة كلام الله، حسُنَ منه أن يطيب فمه وينظفه بالسواك أو بما يحصل به التنظيف، ولا شك أن في هذا تأدباً مع كلام الله. وتأمل في الأحاديث الآتية بعين البصيرة وأمْعِنِ النظر فيها واجعل لها من سمعك مسمعا وفي قلبك موقِعاً عسى الله أن ينفعك بما فيها من غرر الفوائد، ودرر الفرائد.

((حديث حذيفة الثابت في الصحيحين) قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ يَشُوصُ فَاهُ بِالسِّوَاكِ.

((حديث علي الثابت في صحيح الجامع) أنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: طَيِّبُوا أَفْوَاهَكُمْ بِالسِّوَاكِ فَإِنَّهَا طُرُقُ القُرْآن.


(١). فضائل القرآن ص٢١٢. تحقيق أبو اسحاق الحويني. ط. مكتبة ابن تيمية.
(٢).الآداب الشرعية لابن مفلح (٢/ ٢٨٥) ط. مؤسسة الرسالة.
(٣). فتاوي اللجنة الدائمة (٣٧١٣) (٤/ ٧٤)

<<  <  ج: ص:  >  >>