للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

((حديث البراء الثابت في الصحيحين) قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقْرَأُ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ فِي الْعِشَاءِ وَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا أَحْسَنَ صَوْتًا مِنْهُ أَوْ قِرَاءَةً.

((حديث أبي هريرة الثابت في الصحيحين) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به.

((حديث أبي هريرة الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال ليس منا من لم يتغن بالقرآن.

((حديث أبي موسى الثابت في الصحيحين) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال له: لقد أُتيت مزماراً من مزامير آل داود.

((حديث البراء الثابت في صحيحي أبي داوود والنسائي) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال زينوا القرآن بأصواتكم.

(وقال أحمد: يحسن القارىء صوته بالقرآن، ويقرؤه بحزن وتدبر، وهو معنى قوله عليه السلام: (ما أذن الله لشيء كأذنه لنبي يتغنى بالقرآن) (١).

مسألة: ما معنى زينوا أصواتكم بالقرآن؟

والمراد من تحسين الصوت بالقرآن تطريبه وتحزينه والتخشع به، قاله ابن كثير (٢). ولما استمع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى قراءة أبي موسى الأشعري قال له: (لو رأيتني وأنا استمع لقراءتك البارحة! لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود) (٣).وفي رواية عند أبي يعلى زيادة قال أبو موسى: (أما أني لو علمت بمكانك لحبرته لك تحبيراً) (٤). فدل قول أبي موسى على جواز التكلف في القراءة، ولا يعني هذا إخراج القراءة عن حدها المشروع، من تمطيط الكلام، وعدم إقامته، والمبالغة فيه حتى ينقلب لحناً؛ لا. هذا ليس بمشروع البتة. وكره الإمام أحمد القراءة بالألحان وقال: هي بدعة (٥).

وقال الشيخ تقي الدين: قراءة القرآن بصفة التحلين الذي يشبه تلحين الغناء مكروه مبتدع كما نص على ذلك مالك والشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهم من الأئمة (٦).

{تنبيه}: (بينت السنة الصحيحة أن أحسن الناس صوتاً بالقرآن هو الذي إذا سمعته يقرأ حسبته يخشى الله.

((حديث جابر الثابت في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال إن من أحسن الناس صوتا بالقرآن الذي إذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله.


(١). الآداب الشرعية (٢/ ٢٩٧)
(٢).فضائل القرآن ص ١٩٠
(٣). رواه مسلم (٧٩٣) والبخاري (٥٠٤٨) الشطر الثاني منه فقط.
(٤). انظر فتح الباري (٨/ ٧١١)
(٥). الآداب الشرعية (٢/ ٣٠١)
(٦). الآداب (٢/ ٣٠٢)

<<  <  ج: ص:  >  >>