للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{فائدة}: (يعتقد بعض الناس أنه يجوز مصافحة المرأة الأجنبية من وراء حائل ونحوه، وهذا اعتقاد خاطئ، فلا يجوز مصافحة النساء الأجنبيات مطلقاً. نعم، هناك آثار وردت عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كان يبايع النساء من فوق ثوبه، ولكنها مراسيل لا تقوى على دفع الأحاديث الصحيحة الصريحة التي تمنع من مصافحة الاجنبيات. قال الألباني: وقد روي في ذلك بعض الروايات الأخرى ولكنها مراسيل كلها ذكرها الحافظ في الفتح (٨/ ٤٨٨)، فلا يحتج بشيء منها لا سيما وقد خالفت ما هو أصح منها ... (١).

(٢) استحباب عدم نزع اليد عند المصافحة حتى يكون الآخر هو البادئ بذلك:

لما رواه أنس بن مالك-رضي الله عنه- أنه قال: (كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجلُ الذي ينزع ... الحديث) (٢). وفي الحديث استحباب المصافحة وإطالة المعاقدة بحيث لا يكون فيه مشقة.

مسألة: لو تصافح اثنان وأطالا المعاقدة فمن ينزع أولاً؟

(قال ابن مفلح رحمه الله في الآداب الشرعية:

قال الشيخ تقي الدين: الضابط أن من غلب على ظنه أن الآخر سينزع أمسك، وإلا فلو استحب الإمساك لكل منهما أفضى إلى دوام المعاقدة، لكن تقييد عبد القادر حسن (٣) أن النازع هو المبتدئ (٤).

(٣) القيام تحية للقادم:

القيام على ثلاثة أنحاء: الأول: قيام على رأس الرجل وهو فعل الجبابرة، والثاني: قيام إليه عند قدومه ولا بأس به، والثالث: قيام عند رؤيته وهو المتنازع فيه، قاله ابن القيم (٥).

فدليل الأول: الحديث الآتي:


(١). السلسلة الصحيحة (٢/ ٥٣)
(٢). رواه الترمذي (٢٤٩٠)، وابن ماجه (٣٧١٦). وصحح الألباني الحديث بمجموع طرقه. قال: والحديث صحيح بهذه الطرق، ولاسيما وله شواهد. ثم ساقها. (السلسلة الصحيحة (٢٤٨٥) (٥/ ٦٣٥).
(٣). يشير ابن تيمية إلى قول عبد القادر الجيلاني (ويكره ... نزع يده من يد من صافحه قبل نزعه هو) ذكره ابن مفلح في آدابه (٢/ ٢٥١)
(٤). الآداب لابن مفلح (٢/ ٢٥١)
(٥). حاشية السنن ( ... ) بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>