هو: عبد الله بن المبارك المروزي، كان أبوه تركيًّا مملوكًا لرجل من همدان وأمه خوارزمية.
نشأ ابن المبارك في أسرة متواضعة؛ كان أبوه مبارك مولى من الموالي.
[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن قعنب بن المحرر قال: ابن المبارك مولى بني عبد شمس من تميم وقال ولاؤه لبني حنظلة. وقال العباس بن مصعب في تاريخ مرو: كانت أم عبد الله بن المبارك خوارزمية وأبوه تركي وكان عبدا لرجل تاجر من همذان من بني حنظلة فكان عبد الله اذا قدم همذان يخضع لوالديه ويعظمهم.
ومن غرر الفوائد ودرر الفرائد في ترجمة ابن المبارك أنها تكسر التمييز العنصري لأننا نخجل من أنفسنا أن يوجد في أوساطنا تمييز عنصري، أقول هذا وكلنا خَجَلٌ، فإن في بعض النواحي لا زال التميز العنصري وارداً، ولا زال التميز الطبقي حاصلاً، فمن أين أخذناه؟ أمن الكتاب والله يقول: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات:١٣]؟
(حديث جابر رضي الله عنه الثابت في السلسلة الصحيحة) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: يا أيها الناس! إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}، ألا هل بلغت؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: فيبلغ الشاهد الغائب.
وإنما أُخِذَت هذه من الجاهلية، أخذت من الأرض، أخذت من السفهاء، حتى وجدت في بلاد الإسلام.
ابن المبارك أبوه مبارك مولى من الموالي، دخل بلاد الإسلام واعتنق هذا الدين وشرف به.
والرسول عليه الصلاة والسلام كانت أعظم المؤهلات عنده من يحمل لا إله إلا الله محمداً رسول الله بصدق.