[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أبي إسحاق الطالقاني قال قلت لعبد الله بن المبارك يا ابا عبد الرحمن الحديث الذي جاء إن من البر بعد البر أن تصلي لأبويك مع صلاتك وتصوم لهما مع صومك فقالى يا أبا إسحاق عمن هذا قلت هذا من حديث شهاب بن خراش قال ثقة عمن قلت عن الحجاج ابن دينار قال ثقة عمن قلت قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال إن بين الحجاج وبين النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مفاوز تنقطع فيها أعناق المطي ولكن ليس في الصدقة اختلاف.
فهو حين يتوقف أمام هذا الحديث، لا ينكر ما فيه من البر، إلا أنه لا ينسب الحديث إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مادام لم يتوفر لديه السند إلى رسول الله وإن كان الحجاج ثقة!!
ولهذا صار حديثه حجة بالإجماع، روى عنه البخاري ومسلم، وتجاوز القنطرة وهو محدث جهبذ صادق لا يعرف الكذب أبداً، ينقي الأحاديث تنقية كما ينقي الصيرفي البهرج من الذهب.
أتوا بكذاب إلى هارون الرشيد وضع أربعة آلاف حديث هي كذب على محمد عليه الصلاة والسلام، فقال هارون الرشيد: والله لأذبحنك الآن، قال: اذبحني أولا تذبحني والله لقد وضعت عليكم أربعة آلاف حديث، قال: ما علي! يعيش لها الجهابذة عبد الله بن المبارك وأبو إسحاق المروزي، ثم استدعى عبد الله بن المبارك وذاك فنقوها في ثلاثة أيام وأخرجوا أربعة آلاف حديث. قالوا: هذه كلها كذب.
[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أحمد بن حنبل قال: لم يكن أحد في زمان ابن المبارك أطلب للعلم منه.
[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن شعبة قال ما قدم علينا أحد مثل ابن المبارك وقال أبو أسامة ما رأيت رجلا أطلب للعلم من أين المبارك وهو في المحدثين مثل أمير المؤمنين في الناس.
ومن مظاهر دعوته للعلم ما يلي:
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن رسته الطالقاني قال: قام رجل إلى ابن المبارك فقال: يا أبا عبد الرحمن في أي شىء أجعل فضل يومي، في تعلم القرآن أو في طلب العلم؟ فقال: هل تقرأ من القرآن ما تقيم به صلاتك قال: نعم، قال: فاجعله في طلب العلم الذي يعرف به القرآن.
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن ابن المبارك قال: ليكن الذي تعتمدن عليه هذا الأثر؛ وخذوا من الرأي ما يفسر لكم الحديث.