للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فهُمْ رِضًا وهُمُ عَدْلُ (١)

ويجوزُ عادِلٌ على اسم الفاعل، يقال: عَدَلَ فهو عادِلٌ. كما يقال: ضرَب فهو ضارِبٌ. إلا أنَّ للعادل في اللغة معانيَ مختلفةً؛ منها العادل (٢) عن الحقِّ، ومنها الإشراكُ بالله عزَّ وجلَّ، وليس هذانِ المعنيانِ من هذا الحديثِ في شيء. ومن الشَّاهدِ على أنّه يقالُ لفاعل العَدْل: عادِلٌ، قولُ الشاعر:

ومَن كان في إخْوانِه غيرَ عادِلٍ ... فما أحدٌ في العَدْلِ منه بطامِعِ (٣)

حدَّثنا خلفُ بنُ قاسم، قال: حدَّثنا عبدُ الله بنُ جعفرِ بنِ الوَرْدِ وأحمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ أحمدَ بنِ عَطيّة، قالا: حدَّثنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ بنِ جابرٍ القطّان، قال: حدَّثنا ابنُ أبي مريم، قال: أخبرنا مالكٌ، عن خُبيبِ بنِ عبدِ الرحمن، عن حَفْصِ بنِ عاصِم، عن أبي سعيد، أو عن أبي هُريرة، أنّه قال: قال رسولُ الله - صلي الله عليه وسلم -: "سَبْعَةٌ يُظِلُّهم اللهُ في ظِلِّهِ يومَ لا ظِلَّ إلّا ظِلُّه؛ إمامٌ عادِلٌ"، وذكَر الحديث.

ورَوَى هذا الحديثَ عن مالكٍ كلُّ مَن نقَل "الموطأ" عنه فيما عَلِمتُ على الشَّكِّ في أبي هريرةَ أو أبي سعيد، إلّا مُصْعَبًا الزُّبيريَّ (٤)، وأبا قُرَّةَ موسى بنَ طارق، فإنَّهما قالا فيه: عن مالك، عن خُبَيْب، عن حَفْص، عن أبي هريرةَ وأبي سعيدٍ جميعًا (٥)، عن النبيِّ - صلي الله عليه وسلم -.


(١) وتمام البيت كما في ديوان زهير ص ٢٣:
متى يشْتَجِرْ قومٌ تَقُلْ سَرواتُهم ... هُمْ بينَنا فهُمْ رِضًا وهُمُ عَدْلُ
وقوله فيه: "سرَوَاتُهم" أي: أشرافُهم.
(٢) في ك ٢: "العدول".
(٣) لم نقف عليه عند غير المصنف بهذا اللفظ.
(٤) قوله: "مصعبًا الزبيري و" لم يرد في ط.
(٥) الذي وقع في حديث مصعب الزبيري المطبوع (١١٩): "عن أبي سعيد أو عن أبي هريرة"!

<<  <  ج: ص:  >  >>