للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حديثٌ سادسٌ وثلاثونَ منَ البلاغات

مالكٌ (١)، أنَّه بلَغه أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما من نبيٍّ إلا وقد رعَى الغنم". قيل: وأنتَ يا رسولَ الله؟ قال: "وأنا".

وفي هذا الحديثِ إباحةُ التحدُّثِ عن الماضينَ من الأنبياءِ والأُمم لسيَرِهم وأخبارِهم.

وفيه أن التَّحَرُّفَ في المعيشةِ ليس في شيءٍ منه، إذا لم تَنْهَ عنه الشريعةُ، نقيصةٌ.

وفيه أن الأنبياءَ والمرسلين أحوالُهم في تواضعِهم غيرُ أحوالِ الملوكِ والجَبّارين، وكذلك أحوالُ الصالحين، والحمدُ لله ربِّ العالمين.

وهذا الحديثُ لا أعلَمُه يُرْوَى إلا من حديثِ أبي سَلَمةَ بنِ عبدِ الرّحمن؛ بعضُهم يجعلُه عن أبي سَلَمة، عن أبي هُريرة، وبعضُهم يجعلُه عن أبي سَلَمةَ مرسلًا، وبعضُهم يجعلُه عن أبي سَلَمة، عن أبيه، وبعضُهم يجعلُه عن جابر.

حدَّثناه خَلَفُ بنُ القاسم (٢)، قال: حدَّثنا أحمدُ بنُ محمدِ بنِ يزيدَ قاضي حَلَبَ، قال: حدَّثنا أبو سعيدٍ عُمرُ بنُ حفصٍ العَسْكريُّ، قال: حدَّثنا أبو خيثمةَ مصعبُ بنُ سعيدٍ بحَلَبَ إملاءً، قال: حدَّثنا عيسى بنُ يونس، عن مِسْعَر، عن سَعْدِ بنِ إبراهيم، عن أبي سَلَمةَ بنِ عبدِ الرّحمنِ بنِ عوف، عن عبدِ الرّحمنِ بنِ عوف، قال: مرَرْنا بثَمَرِ الأراك، فقال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "عليكم بالأسودِ منه، فإنّي قد كنتُ أجْتَنِيه وأنا أرعَى الغنمَ". قالوا: يا رسولَ الله، ورعَيتَ الغنمَ؟ قال: "نعم، وما مِن نبيٍّ إلّا وقد رعَى الغنمَ" (٣).


(١) الموطّأ ٢/ ٥٦٤ (٢٧٨٣).
(٢) هو ابن سهل أو سهلون، أبو القاسم الأندلسيّ.
(٣) سلف بهذا الإسناد للمصنِّف مع تخريجه في أثناء شرح الحديث الأول لعبد الرحمن بن أبي صعصعة الأنصاري المازني.

<<  <  ج: ص:  >  >>