للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حديث أوَّلُ لابنِ شِهاب، عن ابن مُحيِّصةَ

مالكٌ (١)، عن ابن شِهاب، عن ابن مُحيِّصةَ الأنصاريِّ، أحدِ بَني حارِثةَ: أنَّهُ اسْتَأذنَ رسُول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في إجارةِ الحجّام، فنَهاهُ عنها، فلم يزل يَسْأُلُه ويستأذِنُهُ، حتَّى قال لهُ: "اعلِفهُ نُضّاحَكَ". يعني رقيقَكَ.

هكَذا قال يحيى في هذا الحديث: عن ابن مُحيِّصةَ، أنَّهُ اسْتَأذنَ رسُولَ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وتابَعهُ ابن القاسم.

وذلكَ من الغَلَطِ الذي لا إشْكالَ فيه على أحَدٍ من أهلِ العِلم، وليسَ لسَعدِ بن مُحيِّصةَ صُحبةٌ، فكيفَ لابنِهِ حَرام، ولا يَخْتلِفُون أنَّ الذي رَوَى عنهُ الزُّهْريُّ هذا الحديثَ، وحديثَ ناقةِ البَراءِ (٢) هُو حَرامُ بن سعدِ بن مُحيِّصةَ.

وقال ابن وَهْب (٣)، ومُطرِّفٌ، وابنُ بُكيرٍ (٤) وابنُ نافِع، والقعنبيُّ (٥): عن مالكٍ، عن ابن شِهاب، عن ابن مُحيِّصةَ، عن أبيه. والحديثُ مع هذا كلِّهِ مُرسلٌ.

قال يحيى: "نُضّاحَكَ. يعني رقيقَكَ".

وقال القعنبيُّ: "ناضِحَكَ، رَقِيقَكَ (٦) ". وهُو معنى حديثِ يحيى سواءً.

وقال ابن بُكير: "نُضّاحَكَ ورقيقَكَ".


(١) الموطأ ٢/ ٥٦٩ (٢٧٩٣).
(٢) أخرجه في الموطأ ٢/ ٢٩٣ (٢١٧٧).
(٣) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار ٤/ ١٣٢، وفي شرح مشكل الآثار ١٢/ ٧٧ (٤٦٦٠) من طريق ابن وَهْب، به.
(٤) أخرجه البيهقي في الكبرى ٩/ ٣٣٧ من طريق ابن بكرٍ، به.
(٥) أخرجه أبو داود (٣٤٢٢)، والبيهقي في الصغرى (٣٩٤٩) من طريق القعنبي، به.
(٦) كذا في النسخ، وفي سنن أبي داود: "ورقيقك"، بواو العطف.

<<  <  ج: ص:  >  >>