للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حديثٌ ثالثٌ ليَحيى بنِ سَعيدٍ

مالكٌ (١)، عن يحيى بن سعيد، عن سعيدِ بنِ المسيِّب، أنَّ رجُلًا من أسْلَمَ جاء إلى أبي بكرٍ الصديق، فقال له: إنَّ الآخِرَ (٢) زنَى. فقال له أبو بكر: هل ذكَرتَ ذلك لأحدٍ غيري؟ فقال: لا. فقال له أبو بكر: فتُبْ إلى الله، واستَترْ بسِتْرِ الله، فإنّ الله يقبلُ التوبةَ عن عِبادِه. فلم تُقرِرْه نفسُه حتى أتى عُمرَ بنَ الخطاب، فقال له عُمرُ مثلَ الذي قال له أبو بكر، فلم تُقْرِرْه نفسُه حتى جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له: إن الأخِر زَنَى. فقال سعيد: فأعْرَض عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثَ مرات (٣)، كلّ ذلك يُعرضُ عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى إذا أكثَر عليه بعَث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أهلِه، فقال: "أيَشْتَكي؟ أبه جِنَّة؟ ". فقالوا: يا رسولَ الله، واللّه إنه لَصحيح. فقال: "أبِكرٌ أم ثيّبٌ؟ " فقالوا: بل ثَيّبٌ يا رسولَ الله. فأمَر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرُجِم.

هذا الحديثُ مرسلٌ عندَ جماعةِ الرُّواة عن مالك (٤)، وقد تابَعه على إرسالِه طائفةٌ من أصحاب يحيى بن سعيد.

وروَى هذا الحديثَ الزُّهريُّ، فاختُلف عليه:

فرواه يونس، عن الزُّهريِّ، عن أبي سَلَمة، عن جابر، أنَّ رجلًا من أسلمَ أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، الحديثَ (٥).


(١) الموطّأ ٢/ ٣٨٠ (٢٣٧٥).
(٢) سيأتي شرحها في آخر البحث.
(٣) قوله: "ثلاث مرات" سقط من الأصل ي ٢.
(٤) رواه عن مالك: أبو مصعب الزُّهريُّ (١٧٥٦)، ومحمد بن الحسن الشيبانيّ (٧٠٠)، وعبد الرحمن بن القاسم عند النسائيّ في الكبرى ٦/ ٤٢٣ (٧١٤١)، ويحيى بن بُكير عند ابن حزم في المحلّى ١٢/ ٤٦، والبيهقي في الكبرى ٨/ ٢٢٨ (١٧٤٥٥)، وابن بشكوال في غوامض الأسماء المبهمة ١/ ٢٠٣.
(٥) سلف تخريجه أثناء شرح الحديث العاشر من مراسيل ابن شهاب الزُّهريّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>