(٢) من كتاب الأمّ ١/ ٢٩١، ولكن قال: "أخبرنا مَن لا أتَّهِمُ، قال: حدثني إسحاق بن عبد الله، أنّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، قال"؛ فذكره. وكذلك رواه البيهقي في معرفة السُّنن والآثار ٥/ ٢٠٠ (٧٢٨١)، ومن طريقه ابن الصّلاح في وصل بلاغات مالك، كلاهما من طريق الربيع بن سليمان، عن الشافعيِّ، به. وقول الشافعيِّ فيه: "أخبرنا مَنْ لا أتَّهِمُ" إنما عَنَى به إبراهيم بن أبي يحيى فيما ذكر البيهقي في معرفة السنن ٥/ ٢٠٠ (٧٢٨٣) بإسناد إلى الربيع بن سليمان قوله: "وكان الشافعيُّ إذا قال: أخبرنا مَن لا أتَّهِمُ يريد به إبراهيمَ بن أبي يحيى". قلنا: ورواية الشافعيِّ لهذا الحديث ليست في عداد المسند، قال ابن الصلاح، ص ٩ بعد أن نقل كلام ابن عبد البر الوارد بإثر رواية الشافعي: "ولم يُسنده الشافعيُّ أيضًا، فهو منقطع عنده" وقال، ص ١٣: "وإسحاق بن عبد الله الذي رُويَ عنه: أحسبه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة". وهذا أحد الحديثين اللذين استدرك فيهما ابن الصلاح على الحافظين حمزة بن محمد الكتاني وابن عبد البرّ في قولهما: كل شيء رواه مالك في الموطأ مسندًا أو مرسلًا، فقد رُويَ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا حديثين: "إنّي لأنسى لأُسِنّ" والآخر هذا، ثم ساق بإسناده من طريق أبي بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدُّنيا، عن محمد بن عمر، عن عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة، عن عوف بن الحارث، عن عائشة رضي الله عنها، عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا نشأت بحريّة، فتلك عينٌ -أو قال-: عامٌ غُدَيْقة" يعني: مطرًا كثيرًا. ثم قال: "رواه الثقة ابن أبي الدُّنيا في كتاب المَطَر، له، وفيه استدراكٌ على الحافظين حمزة بن محمد، وابن عبد البرّ، وليس إسناده بذاك، لمكان محمد بن عمر، والظاهر أنه الواقديُّ، والله أعلم. =