للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابنُ شهابٍ، عن عبدِ الحميد بن عبد الرَّحمنِ القُرشيِّ العَدَويِّ الأعرج (١) حديثٌ واحدٌ

وهو عبد الحميدِ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ زيدِ بنِ الخطّابِ بنِ نُفَيلٍ، مدنيٌّ، ثقةٌ، مشهورٌ، وليَ الكوفةَ لعمرَ بنِ عبد العزيز، ولما ولّاه عمرُ بنُ عبدِ العزيز الكوفةَ، ضمَّ إليه أبا الزِّنادِ يَستكتبُه (٢)، واستَقْضى عبدُ الحميدِ على الكوفة الشَّعبيَّ أيامَ إمارته، وكان فاضلًا، ناسكًا.

روى عنه ابنُ شهابٍ، والحكمُ بنُ عُتيبةَ، وابنُه زيدُ (٣) بنُ عبدِ الحميدِ، وعبدُ الرَّحمنِ (٤) بنُ يزيدَ بنِ جابر.

وكان رحمةُ الله عليه أعرَجَ، وصاحبُ شُرطَتِه أعرجَ، فقال فيه الحكمُ بن عبْدلٍ الشاعرُ أبياتًا، منها قوله:

وأميرُنا وأميرُ شُرطتِنَا معًا ... لكِلَيْهِما يا قومَنا رِجْلانِ (٥)


(١) ينظر: تهذيب الكمال ١٦/ ٤٤٩ والتعليق عليه.
(٢) كتب ناسخ الأصل أنه في نسخة أخرى: "يستفتيه".
(٣) في الأصل: "يزيد"، محرف.
(٤) في الأصل: "يزيد بن عبد الرحمن"، وهو خطأ بيّن.
(٥) البيت في البيان والتبيين للجاحظ ٣/ ٥٣، وفي الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني ٢/ ٣٩٨، وفي التذكرة الحمدونية لمحمد بن الحسن بن حمدون البغدادي ٩/ ٤٢٥، وفي معجم الأدباء لياقوت الحموي ٣/ ١١٩١، وهو البيت الثاني من ثلاثة أبيات ذكروها له، ومطلعها:
ألْقِ العصا ودعِ التخامُعَ والتَمِسْ ... عملًا فهذه دولة العُرْجانِ
وثالثها:
فإذا يكون أميرُنا ووزيرُنا ... وأنا فجئ بالرابع الشَّيطانِ
ويروى "ودع التخاذل" كما في التذكره الحمدونية، والتخامع: التخادعُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>