للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حديثٌ سادسٌ وعشرونَ منَ البلاغات

مالكٌ (١)، أنّه بلَغَهُ أنَّ عبدَ الله (٢) بنَ مسعودٍ كان يُحدِّثُ أنّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أيُّما بيِّعَيْنِ تبايَعا، فالقولُ ما قال البائعُ، أو يتَرادّانِ".

هكذا قال مالكٌ في هذا الحديث: "أيُّما بَيِّعَينِ تَبايَعا". ولم يقل: فاختَلَفا.

وهي لفظةٌ مدارُ الحديثِ عليها، ومن أجلِها ورَد الحديث، وسقَطت لمالكٍ كما تَرى.

وفي قوله فيه: "فالقولُ قولُ البائع". دليلٌ على اختلافِهما، واللهُ أعلم.

وهذا الحديثُ محفوظٌ عن ابنِ مسعودٍ كما قال مالكٌ، وهو عندَ جماعةِ العلماءِ أصلٌ تَلَقَّوه بالقَبول، وبنَوْا عليه كثيرًا من فُروعِه، واشتَهر عندَهم بالحجازِ والعراقِ شُهْرةً يُستغنَى بها عن الإسناد، كما اشتَهر عندَهم قولُه عليه السلام: "لا وصيةَ لوارث" (٣). ومثلُ هذا من الآثارِ التي قد اشتَهرت عندَ جماعةِ (٤) العلماءِ واستفاضتْ، يكادُ يُستغنَى فيها عن الإسناد؛ لأنَّ استفاضتَها وشُهرتَها عندَهم أقوى من الإسناد.

أخبَرنا أحمدُ بنُ عبدِ الله بنِ محمد، قال: حدَّثنا الميمونُ بنُ حمزةَ الحُسينيُّ، قال: حدَّثنا الطَّحاويُّ، قال: حدَّثنا المُزَنيُّ، قال: حدَّثنا الشافعيُّ، قال: أخبَرنا سُفيانُ بنُ عُيينة، عن محمدِ بنِ عَجْلان، عن عَوْنِ بنِ عبدِ الله بنِ عُتبة، عن ابنِ


(١) الموطّأ ٢/ ٢٠١ (١٩٦٠).
(٢) قوله: "عبد الله" سقط من الأصل، وهو ثابت في بقية النسخ والموطأ.
(٣) سلف تخريجه في عدّة مواضع، وينظر ما سلف أثناء شرح الحديث الثامن والثلاثين لنافع، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وسيأتي في أثناء شرح الحديث الموفي ستِّين من البلاغات في موضعه إن شاء الله تعالى عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم.
(٤) كتب ناسخ الأصل في الحاشية أنها في نسخة: "عامة"، وكذلك جاءت "عامة" في ي ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>