للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حديثٌ سادسٌ وثلاثون لزَيْد بن أسلَم مُرسَلٌ

مالكٌ (١)، عن زيدِ بنِ أسلمَ، عن عطاءِ بنِ يسارٍ، أنَّ رجلًا قبَّلَ امرأتَه وهو صائمٌ في رمضانَ، فوجَد من ذلك وَجدًا شديدًا، فأرسَل امرأتَه تسألُ له عن ذلك، فدخَلتْ على أُمِّ سَلَمةَ زوجِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فذكَرتْ ذلك لها، فأخبَرتْها أُمُّ سَلَمةَ أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يُقبِّلُ وهو صائمٌ، فرجَعَتْ فأخبرَتْ زوجَها بذلك، فزادَه ذلك شرًّا، وقال: لسْنا مثلَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، يُحِلُّ اللهُ لرسولِه ما شاء. ثم رجَعَتِ امرأتَه إلى أُمِّ سلمةَ، فوجَدَتْ عندَها رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما لهذه المرأةِ؟ " فأخبرتْه أُمُّ سلمةَ، فقال: "ألا أخبَرْتِيها أنِّي أفعَلُ ذلك؟ " فقالَتْ: قد أخبرتُها، فذهَبتْ إلى زوجِها فأخبَرتْه، فزادَه ذلك شرًّا، وقال: لسنا مثلَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، يُحلُّ اللهُ لرسوله ما شاء. فغضِب رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: "واللّه إنِّي لأتقاكم للّه وأعلمُكم بحُدودِه".

هذا الحديثُ مرسلٌ عندَ جميعِ رواةِ "الموطَّأ" عن مالكٍ (٢). وهذا المعنَى؛ أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يُقبِّلُ وهو صائمٌ، صحيحٌ من حديثِ عائشةَ (٣)، وحديثِ


(١) الموطأ ١/ ٣٩٢ - ٣٩٣ (٧٩٧).
(٢) رواه عن مالك: أبو مصعب الزُّهري (٣٥١)، وسويد بن سعيد (٤٥٩)، ومحمد بن الحسن الشيباني (٣٥٢).
(٣) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنّف (٩٤٨٤)، وابن راهوية في مسنده ٣/ ٨٤٢ (١٤٩٥)، وأحمد في المسند ٤٠/ ١٨٤ (٢٤١٥٤)، ومسلم (١١٠٦) (٦٥)، وأبو داود (٢٣٨٢)، والترمذي (٧٢٩)، والنسائي في الكبرى ٣/ ٣٠٧ (٣٠٨٨) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم الضرير عن الأعمش -سليمان بن مهران- عن إبراهيم بن يزيد النخعي عن علقمة والأسود بن يزيد عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُقبِّل وهو صائم، ويُباشر وهو صائم، ولكنه كان أملككم لإرْبِه" وسيأتي من هذا الطريق وغيره بإسناد المصنّف ٢٤/ ٢٦٥ - ٢٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>