للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حديثٌ أوَّلُ لمُسلم بن أبي مَرْيمَ

مالكٌ (١)، عن مُسلم بن أبي مَرْيمَ، عن عليِّ بن عبدِ الرَّحمن (٢) المُعاويِّ، أنَّهُ قال: رآني عبدُ الله بن عُمرَ وأنا أعْبَثُ بالحَصْباءِ في الصَّلاةِ، فلمّا انْصَرفتُ نَهاني، وقال: اصنَعْ كما كان رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَصْنعُ. فقلتُ: وكيفَ كان رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - (٣) يصنعُ؟ قال: كان إذا جلَسَ في الصَّلاةِ، وضَعَ كفَّهُ (٤) اليُمْنَى، على فَخِذِهِ اليُمْنَى، وقبَضَ أصابِعهُ كلَّها، وأشارَ بإصبَعِهِ التي تَلي الإبهامَ، ووضَعَ كفَّهُ اليُسْرَى، على فَخِذِهِ اليُسْرَى. وقال: هكذا كان يفعلُ.

قال أبو عُمر: عليٌّ المُعاويُّ، منسُوبٌ إلى بني مُعاويةَ، فَخِذٍ من الأنصارِ.

وفي هذا الحديثِ من الفِقه: أنَّهُ لا يجُوزُ العَبَثُ في الصَّلاةِ بالحَصْباءِ.

وهُو أمرٌ مُجتمعٌ عليه، وكذلكَ غيرُ الحَصْباء (٥)، لا يجُوزُ العَبَثُ في الصَّلاةِ بالحصباءِ، ولا بغيرِها، وأنَّ ذلكَ على أيِّ وَجْهٍ كان إذا كثُرَ وطالَ، وشغَلَ عن الصَّلاةِ، أفسدَ الصَّلاةَ، وإنَّما لم يأمُرِ ابنُ عُمر عَليًّا هذا بالإعادةِ، والله أعلمُ، لأنَّهُ كان ذلك منهُ يسيرًا.

وقد جاءَ في حديثِ أبي ذرّ: أنَّهُ كرِهَ مَسْحَ الحَصْباءِ في الصَّلاةِ، إلّا مرَّةً واحِدةً (٦). كَراهيةَ العمَلِ في الصلاةِ، فكيفَ العَبَثُ بها في الصَّلاةِ.


(١) الموطأ ١/ ١٤٢ (٢٣٥).
(٢) في الأصل، م: "بن عبد الله"، محرف، وهو علي بن عبد الرحمن المعاوي الأنصاري المدني.
انظر: تهذيب الكمال ٢١/ ٥٣.
(٣) قوله: "رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" لم يرد في م.
(٤) في الأصل: "يده"، والمثبت من بقية النسخ، وهو الذي في الموطأ.
(٥) زاد هنا في م: "أنه".
(٦) أخرجه في الموطأ ١/ ٢٢٣ (٤٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>