للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مالكٌ عن أبي عُبيد مولى سُليمانَ بنِ عبد الملك بنِ مروان

حديثٌ واحدٌ مرفوعٌ وآخرَ موقوفٌ

وأبو عُبيدٍ (١) هذا حاجِبُ سُليمانَ بنِ عبدِ الملك ومولاه، اسمُه حيّ. ويقال: حُيَي. وكان ثقةً. لمالكٍ عنه مرفوعات "الموطأ" حديثان؛ أحدُهما: مرسَلٌ يتَّصلُ معناهُ من وُجوهٍ حِسانٍ.

حديث أول لأبي عُبيد

مالكٌ (٢)، عن أبي عُبيدٍ مولى سُليمانُ بنِ عبدِ الملك، عن خالدِ بنِ مَعْدانَ يرفَعُه، قال: "إنّ اللهَ رَفيقٌ يُحبُّ الرِّفقَ ويرْضاهُ، ويُعينُ عليه ما لا يُعينُ على العُنْف، فإذا ركِبْتُم هذه الدوابَّ العُجْمَ فأنزِلُوها منازِلَها؛ فإن كانتِ الأرضُ جَدْبةً فانْجُوا عليها بنِقْيِها، وعليكُم بسَيْرِ الليل، فإن الأرضَ تُطْوَى بالليلِ ما لا تُطْوَى بالنهار، وإياكُم والتَّعْريسَ (٣) على الطريق، فإنها طُرُقُ الدوابِّ ومأْوى الحيّات" (٤).

قال أبو عُمر: هذا الحديثُ يستنِدُ من وُجوهٍ كثيرة، وهي أحاديثُ شتّى محفوظةٌ. وأمّا الرِّفقُ، فمحْمُودٌ في كلِّ شيء، ما كان في شيءٍ قطُّ إلا زانَه، كذلك جاء عن الحكماء.


(١) ينظر: تهذيب الكمال ٢٤/ ٤٩ (٧٤٩٢)، والتعليق عليه.
(٢) الموطّأ ٢/ ٥٧٥ (٢٨٠٤).
(٣) التعريسٍ: النُّزول آخِرَ الليل.
(٤) قوله: "وإياكم والتعريس" يعني: النُّزول آخِر الليل ليناموا ويُريحوا إبِلَهُم ساعةً، قاله الخليل وغيرُه، فيما نقله القاضي عياض؛ وهو المراد هنا. ونقل عن أبي زيد قوله: "التعريسُ: النُّزول أيَّ وقتٍ كان من ليل أو نهار" قال عياض: وله في قوله: "في نحْرِ الظّهيرة حُجّةٌ". أراد قول عائشة في حديث الإفك المشهور: "بعدما نزلوا معرِّسين في نحْرِ الظهيرة" وهو عند البخاري (٢٦٦١)، ومسلم (٢٧٧٠). ينظر: المشارق ٢/ ٧٦ - ٧٧، وفتح الباري لابن حجر ٧/ ٢٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>