للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حديثٌ خامسٌ لأبي حازم

مالكٌ (١)، عن أبي حازم بن دينار، عن سَهْلِ بنِ سَعْدٍ السّاعدِيِّ، أنَّ رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- جاءَته امرأةٌ فقالت: يا رسولَ اللَّه، إني قد وَهَبْتُ نفسي لك. فقامت قيامًا طويلًا، فقام رجلٌ فقال: يا رسولَ اللَّه، زوِّجْنيها إن لم يكن لك بها حاجةٌ. فقال رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "هل عندَك من شيءٍ تُصْدِقُها إيّاه؟ ". فقال: ما عندي إلا إزاري هذا. فقال رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن أعطيتَها إيّاه جلستَ لا إزارَ لك، فالتمِسْ شيئًا (٢) ". فقال: ما أجِدُ شيئًا. قال: "التمِسْ ولو خاتمًا من حديد". فالتمَس فلمْ يجدْ شيئًا، فقال له رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "هل معكَ من القرآن شيءٌ". قال: نعم، سورةُ كذا وسورةُ كذا. لسُوَرٍ سمّاها، فقال له رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "قد أنكَحْتُكها بما معك من القرآن".

روَى هذا الحديث عن أبي حازم، عن سهل، جماعةٌ (٣)، وأحسنُهم كلِّهم له سياقةً مالكٌ رحمه اللَّه.


(١) الموطأ ٢/ ٣٠ (١٤٩٨).
(٢) "شيئًا" من د ٢، وقفز نظر ناسخ الأصل إلى "شيئًا" الآتية فسقط ما بينهما.
(٣) ومنهم: سفيان بن عيينة عند الحميدي في مسنده (٩٢٨) وأحمد في المسند ٣٧/ ٤٥٨ (٢٢٧٩٨) والبخاري (٥١٤٩) ومسلم (١٤٢٥) (٧٧).
وسفيان الثوري ومعمر بن راشد عند عبد الرزاق في المصنّف ٧/ ٧٦ (١٢٢٧٤)، وأبي يعلى في مسنده ١٣/ ٥١٤ (٧٥٢١) و (٧٥٢٢)، والطبراني في الكبير ٦/ ١٩٠ (٥٩٦١).
وحمّاد بن زيد عند البخاري (٥٠٢٩) و (٥١٤١)، ومسلم (١٤٢٥) (٧٧)، والدارمي في سننه (٢٢٠١).
ويعقوب بن عبد الرحمن بن عبد القارّي عند البخاري (٥٠٣٠) و (٥١٢٦) ومسلم (١٤٢٥) (٧٦) والنسائي (٣٣٣٩).
وقتيبة بن سعيد عند البخاري (٥٠٨٧).
وأبو غسان محمد بن مطرِّف المدني عند البخاري (٥١٢١).
والحديث عند البخاري (٢٣١٠) و (٥١٣٥) و (٤٧١٧)، وأبي داود (٢١١١)، والترمذي (١١١٤)، والنسائي (٣٣٥٩) من طرق عن مالك، به.

<<  <  ج: ص:  >  >>