للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حديثٌ عاشرٌ لزَيْد بن أسْلَم مُسْندٌ ثابت

مالكٌ (١)، عن زيدِ بن أسلمَ، عن عطاءِ بن يسارٍ، عن أبي رافعٍ مولَى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: اسْتَسْلَف رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بَكْرًا، فجاءَتْه إبلٌ من الصَّدَقة. قال أبو رافع: فأمَرني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أن أقضِيَ الرجلَ بَكْرَه، فقلتُ: لم أجِدْ في الإبل إلّا جملًا خِيارًا رَباعيًا. فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أعْطِه إيّاه، فإنّ خِيارَ الناس (٢) أحسنُهم قضاءً".

قال أهلُ اللغة: البَكْرُ من الإبل: الفَتيُّ، والخِيارُ: المختارُ الجيِّدُ. قال صاحبُ "العين" (٣): ناقةٌ خِيار، وجملٌ خِيارٌ، والجمعُ خِيارٌ أيضًا. ويقالُ: أربَعَ الفَرَسُ، وأربعَ الجملُ: إذا ألقَى رَبَاعِيَته (٤)، فهو رَباعٌ، والأنثَى رَباعِيَةٌ.

قال أبو عُمر (٥): معلومٌ أنّ اسْتِسْلافَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - الجملَ البَكْرَ المذكورَ في هذا الحديث لم يكن لنفسِه؛ لأنّه قَضاه من إبل الصَّدَقة، ومعلومٌ أنّ الصدقةَ مُحَرَّمةٌ عليه، لا يَحِلُّ له أكلُها ولا الانتفاعُ بها، وقد مضَى بيانُ هذا في بابِ (٦) ربيعةَ، ولهذا عَلِمْنا أنّه لم يكنْ ليؤَدِّيَ عن نفسِه من مالِ المساكين، وإذا صحَّ هذا، عَلِمْنا أنّه إنّما اسْتَسْلَف الجملَ للمساكين واسْتَقْرَضه عليهم؛ لِما


(١) الموطأ ٢/ ٢١٣ (١٩٨٦).
(٢) في ك ٢: "خير الناس" وما أثبتناه من ق، وهو الموافق لما في الموطأ.
(٣) العين (باب الخاء والراء) ٤/ ٣٠١.
(٤) والرَّباعيةُ بوزن الثمانية: السِّنُّ التي بين الثَّنيّة والناب، والجمعُ رَباعِيَات بالتخفيف. المصباح المنير للفيومي (ربع) ١/ ٢١٦.
(٥) اختلفت النشرة الأخيرة في هذا الحديث عن النشرة الأولى المتمثلة بالنسخة ق وغيرها اختلافًا جذريًا في المادة والصياغة.
(٦) ليست في م، وهي مستحسنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>