للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(١) حديثٌ ثالِثٌ لعبدِ اللَّه بن دينارٍ، عنِ ابنِ عُمرَ

مالكٌ (٢)، عن عبدِ اللَّه بن دينارٍ (٣)، عن عبدِ اللَّه بن عُمرَ، قال: كنّا إذا بايَعْنا رسُولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على السَّمع والطّاعةِ، يقولُ لنا: "فيما اسْتَطعتُمْ".

ورَوَى مالكٌ (٤) أيضًا، عن عبدِ اللَّه بن دينارٍ، عن عبدِ اللَّه بن عُمرَ: أنَّهُ كتبَ إلى عبدِ الملِكِ بن مروان يُبايِعُهُ، فكتبَ إليهِ: بسم اللَّه الرَّحمنِ الرَّحيم، أمّا بَعْدُ، لعبدِ اللَّه عبدِ الملِكِ أميرِ المُؤمِنينَ، من عبدِ اللَّه بن عُمرَ، سَلامٌ عليكَ، فإنِّي أحمدُ إليكَ اللَّهَ الذي لا إله إلّا هُو، وأُقِرُّ لك بالسَّمع والطّاعةِ، على سُنّةِ اللَّه، وسُنّةِ رسُولهِ، فيما اسْتَطعتُ.

ففي هذا الحديثِ دليلٌ على أخذِ البَيْعةِ للخُلفاءِ على الرَّعيّةِ، وكانتِ البَيْعةُ لرسُولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأبي بكرٍ، وعُمرَ، والخُلفاءِ الرّاشِدينَ، أن يُصافِحهُ الذي يُبايِعُهُ، ويُعاقِدَهُ على السَّمع والطّاعةِ، في العُسرِ واليُسرِ، والمَنْشطِ والمَكْرهِ، وأن لا يُنازِعَ الأمرَ أهلهُ؛ رواهُ عُبادةُ، عنِ النَّبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- وقال فيه: وأن نقُومَ، أو نقولَ، بالحقّ حيثُما كُنّا (٥)، لا نخافُ في اللَّه لَوْمةَ لائم (٦). وكان يقولُ لهم: "فيما اسْتَطعتُمْ"؛ لأنَّ اللَّهَ لا يُكلِّفُ نفسًا إلّا وُسعَها.


(١) من هنا يبدأ المجلد المحفوظ في مكتبة فيض اللَّه بإستانبول، برقم (٢٩٥) والمصور في معهد المخطوطات برقم (١٦١)، والذي رمزنا له "ي ١"، وهذا المجلد وقع فيه نقص في مواضع بسبب كونه من النشرة الأولى، وقد أفدنا منه في إصلاح ما وقع في الأصل من تحريف أو تصحيف أو سقط، ولم نشر في كثير من المواضع إلى النقص الواقع فيه إلا في الشيء بعد الشيء مما رأيناه مفيدًا، وسبب ذلك أن الناسخ لم يجوّد النسخ، ولا قابل ما نسخ على النسخة التي انتسخ منها، فجاءت النسخة كثيرة التصحيف والتحريف والسقط.
(٢) الموطأ ٢/ ٥٧٨ (٢٨١١).
(٣) قوله: "عن عبد اللَّه بن دينار" سقط من ي ١.
(٤) الموطأ ٢/ ٥٧٩ (٢٨١٣).
(٥) في ي ١: "كنت"، خطأ.
(٦) أخرجه مالك في الموطأ ٢/ ٥٧٣ - ٥٧٤ (١٢٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>