(٢) قلنا: وقد سبقه إلى هذا القول ابن حبّان، فذكر في "صحيحه" بإثر روايته للحديث (٥٤١٨) أن زيد بن أسلم سمع جابر بن عبد الله، وقال: "لأنَّ جابرًا مات سنة تسع وسبعين، ومات أسلم مولى عمر في إمارة معاوية سنة بضع وخمسين، وصلّى عليه مروان بن الحكم، وكان على المدينة إذْ ذاك، فهذا يدلُّك على أنَّه سمع جابرًا وهو كبير، ومات زيد بن أسلم سنة ست وثلاثين ومئه وقد عُمِّر". قلنا: ما ذَهَبا إليه إنما يدخل في باب ترجيح السَّماع وتأييده لا في الجزم به وادِّعائه، وهذا لا ينهض أمام ما صرَّح به ابن معين فيما نقله عنه عباس الدُّوري في تاريخه (١٠١٣) بقوله: "لَمْ يسمع زيد بن أسلم من جابر". ومثله ما ذكره ابن أبي حاتم في "المراسيل"، ص ٦٤ فقال: "سمعت عليّ بن الحسين بن الجُنيد يقول: زيد بن أسلم عن جابر مرسل" وما نُقل عن هذين الإمامين الجبلين هو فصل الخطاب في هذه المسألة، ويزاد على ذلك: أن الليث بن سعد روى هذا الحديث عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار عن جابر بن عبد الله (كشف الأستار ٢٩٦٢) فأدخل بينهما كما ترى عطاء بن يسار (وينظر بلا بد التعليق على هذا الحديث في الموطأ). (٣) الموطأ ٢/ ٤٩٦ - ٤٩٧ (٢٦٤٤). (٤) من القيلولة: وهي استراحة ما بعد الظهر.