كتاب التمهيد - ابن عبد البر - ت بشار

باب بلاغات مالك ومرسلاته - ٤٦ - ج: 16 - ص: 332

حديثٌ سادسٌ وأربعونَ منَ البلاغات

مالكٌ (١)، أنَّ رجالًا من أصحاب رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- أُرُوا ليلةَ القَدْر في المنام بالسّبْع الأواخر، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنّي أرى رُؤْياكم قد تواطأَتْ في السّبْع الأواخِر، فمَنْ كان مُتحرِّيها، فليتحَرّها في السّبعْ الأواخِر".

هكذا روَى يحيى عن مالك هذا الحديث، وتابَعه قومٌ. ورواه القَعْنبيُّ (٢)، والشافعيُّ (٣)، وابنُ وَهْب (٤)، وابنُ القاسم (٥)، وابنُ بُكَير (٦)، وأكثرُ الرواةِ عن مالك، عن نافع، عن ابنِ عُمر، أنَّ رجالًا من أصحابِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، وذكَروا الحديثَ مثلَه سواءً.

وهو محفوظٌ مشهورٌ من حديثِ نافع، عن ابنِ عُمر، لمالكٍ وغيرِه، ومحفوظٌ أيضًا لمالك، عن عبدِ الله بنِ دينار، عن ابنِ عُمر، أنّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "تَحَرَّوا ليلةَ القَدْرِ في السّبْع الأواخر" (٧).

أخبَرنا أحمدُ بنُ سعيدِ بنِ بِشْرٍ وأحمدُ بنُ عبدِ الله (٨)، قالا: حدَّثنا مسلمةُ بنُ القاسم، قال: حدَّثنا أبو رَوْقٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ بكرٍ (٩) الهِزّانيُّ البَصْريُّ بالبَصْرة،

---

(١) الموطّأ ١/ ٤٣٠ (٨٩٥).
(٢) أخرجه أبو نعيم في المستخرج ٣/ ٢٤٤ (٢٦٥٥)، والبيهقي في شعب الإيمان ٣/ ٣٢٧ (٣٦٧٧).
(٣) في السُّنن المأثورة (٣٢٦).
(٤) أخرجه البيهقي في الكبرى ٤/ ٣١٠ (٨٨٠٧)، وفي دلائل النبوّة ٧/ ٣١.
(٥) في موطّئه (٢١٠)، ومن طريقه النسائي في الكبرى ٣/ ٣٩٨ (٣٣٨٥).
(٦) أخرجه الحسن بن رشيق العسكري في جزئه عن شيوخه من الأمالي (٥٦).
(٧) الموطّأ ١/ ٤٢٨ (٨٩٢)، وهو الحديث السادس عشر لعبد الله بن دينار، وقد سلف تمام تخريجه والكلام عليه في موضعه.
(٨) هو أبو عمر الفقيه، المعروف بابن الباجي.
(٩) في الأصل، ي ٢: "بكير" خطأ، وينظر: إكمال الإكمال لابن نقطة ٢/ ٦٩٣، وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين ٢/ ٣٢٢.