للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حدِيثٌ أوَّلُ لعلقمةَ بن أبي علقمةَ

مالكٌ (١)، عن عَلْقمةَ بن أبي علقمةَ، أنَّ عائشةَ زَوْجَ النبيِّ (٢) -صلى اللَّه عليه وسلم-، قالت: أهْدَى أبو جَهْم بن حُذَيفةَ إلى رسُولِ (٣) اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- خَمِيصةً شامِيَّةً، لها عَلَمٌ، فشهِدَ فيها الصَّلاةَ، فلمّا انصرَفَ قال: "رُدِّي هذه الخمِيصةَ إلى أبي جهم، فإنِّي نَظَرتُ إلى عَلَمِها في الصَّلاةِ، فكاد يَفتِنُنِي".

قال أبو عُمر: هكذا قال يحيى، عن مالكٍ في إسنادِ هذا الحدِيثِ: "عن علقمةَ بن أبي علقمةَ، أنَّ عائشةَ". ولم يُتابِعهُ على ذلك أحدٌ من الرُّواةِ، وكلُّهُم رواهُ عن مالكٍ في "المُوطَّأ": "عن عَلْقمةَ بن أبي علقمةَ، عن أُمِّهِ، عن عائشةَ". وسقطَ ليحيى: "عن أُمِّهِ". وهُو ممّا عُدَّ عليه.

والحدِيثُ صحِيحٌ مُتَّصِلٌ لمالكٍ، عن عَلْقمةَ بن أبي عَلْقمةَ، عن أُمِّهِ، عن عائشةَ، وكذلك رواهُ جماعةُ أصحابِ مالكٍ، عنهُ.

وقد رَوَى هذا الحدِيث أيضًا: الزُّهرِيُّ، عن عُروةَ (٤)، عن عائشةَ (٥).

وفي هذا الحدِيثِ من الفِقهِ: قَبُولُ الهدايا. وفي قبُولِ رسُولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لها دليلٌ على أنَّ التَّهادِي، وقَبُول الهدايا، من الفِعلِ الحَسَنِ المندُوبِ إليه، لما في ذلك من التَّواخِي والتَّحابِّ.

وقد مَضَى في قبُولِ الإمام للهَدايا ما فيه كِفايةٌ، في بابِ ثَوْرِ بن زيدٍ، وسيأتي من ذِكرِ التَّهادِي طرَفٌ صالحٌ في بابِ عطاءٍ الخُراسانِيِّ، إن شاءَ اللَّه.


(١) الموطأ ١/ ١٥٣ (٢٥٩).
(٢) قوله: "زوج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-" لم يرد في الأصل، وهو ثابت في د ٢ والموطأ.
(٣) في الأصل: "لرسول"، والمثبت من بقية النسخ، والروايتان محفوظتان في نسخ الموطأ.
(٤) قوله: "عن عروة" سقط من د ٢.
(٥) سيأتي بإسناده لاحقًا، وانظر تخريجه في موضعه.

<<  <  ج: ص:  >  >>