للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مالكٌ، عن المِسْوَرِ (١) بن رِفاعةَ بن أبي مالكٍ القُرَظيِّ حديثٌ واحِد

وتُوفِّي المِسْورُ بن رِفاعةَ هذا سنةَ ثَمانٍ وثلاثينَ ومئةٍ.

مالكٌ (٢)، عن المِسورِ بن رِفاعةَ القُرَظيِّ، عن الزَّبيرِ بن عبدِ الرَّحمنِ بن الزَّبير: أنَّ رِفاعةَ بن سِمْوالٍ طلَّقَ امرأتَهُ تميمةَ بنتَ وَهْب، في عَهدِ رسُولِ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثلَاثًا، فنكَحَتْ عبدَ الرَّحمنِ بن الزَّبيرِ، فاعتُرِضَ (٣) عنها، فلم يَسْتطِع أن يَمَسَّها ففارَقَها، فأرادَ رِفاعةُ أن يَنْكِحَها، وهُو زوجُها الأوَّلُ الذي كان طلَّقها، فذَكرَ ذلكَ لرسُولِ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فنَهاهُ عن تزوُّجِها (٤)، وقال: "لا تحِلُّ لكَ حتَّى تذُوقَ العُسَيلَةَ".

قال أبو عُمر: هكذا رَوَى يحيى هذا الحديثَ عن مالكٍ، عن المِسْوَرِ، عن الزَّبيرِ. وهُو مُرسلٌ في رِوايتِه، وتابَعهُ على ذلك أكثرُ الرُّواةِ (٥) إلّا ابنَ وَهْبٍ فإنَّهُ قال فيه: عن مالكٍ، عن المِسْوَرِ، عن الزَّبيرِ بن عبدِ الرَّحمنِ، عن أبيهِ. فزادَ في الإسناد: "عن أبيهِ" فوصَلَ الحديث، وابنُ وَهْبٍ من أجَلِّ من رَوَى عن مالكٍ هذا الشَّأنَ، وأثبَتِهم فيه.

وعبدُ الرَّحمنِ بن الزَّبيرِ هُو الذي كان تزوَّجَ تميمةَ هذه، واعترَضَ عنها، فالحديثُ مُسندٌ، مُتَّصِلٌ، صحيحٌ.

وقد رُوِيَ معناهُ عن النَّبيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من وُجُوهٍ شتَّى ثابتةٍ أيضًا كلُّها.


(١) انظر: تهذيب الكمال ٢٧/ ٥٨٠، وتعليقنا عليه.
(٢) الموطأ ٢/ ٣٦ (١٥١٦).
(٣) قال الحافظ ابن حجر في الفتح ٩/ ٤٦٥: "بضم المثناة وآخره ضاد معجمة، أي: حصل له عارض حال بينه وبين إتيانها".
(٤) في المطبوع من الموطأ: "تزويجها".
(٥) بعد هذا في ض، ظا، م: "للموطأ"، ولم ترد في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>