للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حديث ثانيَ عَشَرَ من مَراسِيلِ ابن شِهاب

مالكٌ (١)، عن ابن شِهاب: أنَّ رسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - بعثَ عبدُ الله بن حُذافةَ أيام مِنًى يطُوفُ يقولُ: "إنَّما هِيَ أيامُ أكْلٍ وشُرْبٍ وذِكرٍ لله".

قال أبو عمر (٢): قولهُ: "أيام مِنًى". يُرِيدُ الأيام التي يُقيمُ النّاسُ فيها بمِنًى في حجِّهِم، وهي ثلاثةُ أيام بعد يوم النَّحرِ، إلّا لمن تعجَّل في يومينِ منها، وهي أيامُ التَّشرِيقِ، وهي الأيامُ المعدُوداتُ التي أمر الله عِبادهُ المُؤمنين بذكرِ الله فيها.

ومعنى ذلك عندَ أهلِ العلم ذِكْرُ الله مع رَمْيِ الجِمارِ هُناك، وفي سائرِ الأمْصارِ تكبِيرٌ أدبار الصَّلواتِ، والله أعلمُ، وسنُبيِّنُ ذلك كلَّهُ في مَوْضعهِ من هذا الكِتابِ إن شاءَ الله.

ويُقالُ: سُمِّيت مِنًى، لاجتِماع النّاسِ بها، والعربُ تقولُ لكلِّ مكانٍ يجتمِعُ النّاسُ فيه: مِنًى، لما يُمنى فيه من الدِّماء.

هكذا هُو في "المُوطَّأ" عندَ جميع رُواتِهِ عن مالك (٣).

واختلفَ فيه أصحابُ ابن شِهاب عليه، فرواهُ مَعْمرٌ، عن الزُّهرِيِّ، عن مسعُودِ بن الحَكَم الأنصارِيِّ، عن رجُلٍ من أصحابِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: أمرَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن حُذافةَ السَّهمِيَّ أن يَرْكب راحِلتهُ أيامَ مِنًى، فيصِيحُ في النّاسِ:


(١) الموطأ ١/ ٥٠٥ (١١٠٢).
(٢) هذه الفقرة وما بعدها إلى قوله: "فيه من الدماء" لم ترد في ظا، والمثبت من بقية النسخ، وهو على غير عادة المؤلف، إذ غالبًا ما يبدأ بذكر موضع الحديث من الروايات الأخرى، فكأن ناسخ ظا رأى أن هذا ليس موضعها فأسقطها.
(٣) رواه عن مالك: أبو مصعب الزهري (١٣٦٨)، وسويد بن سعيد (٥٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>