للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حديثُ تاسِعَ عَشَرَ لنافع، عن ابنِ عُمرَ

مالكٌ (١)، عن نافع، عن ابنِ عُمر، أنَّ رسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا ماتَ أحدُكُم عُرِضَ عليه مَقْعده بالغَداةِ والعَشيِّ، إن كان من أهلِ الجنَّةِ، فمِنْ أهلِ الجنَّةِ، وإن كان من أهلِ النّارِ، فمِنْ أهلِ النّارِ، يُقالُ لهُ: هذا مَقْعدُكَ حتَّى يبعَثَكَ الله، إلى يوم القيامَةِ".

هكذا قال يحيى في هذا الحديثِ: "حتَّى يبعَثَكَ اللهُ، إلى يوم القيامةِ"، وهُو خارِجُ المعنى على وَجْهِ التَّفسيرِ والبيانِ لـ "حتَّى يبعَثَك اللهُ".

وقال القَعْنبيُّ: "حتَّى يبعَثَك اللهُ يومَ القيامةِ"، وهذا أبينُ وأوضَحُ (٢) من أن يُحتاجَ فيه إلى قولٍ.

وقال فيه ابنُ القاسم: "حتَّى يبعَثَكَ اللهُ إليه يومَ القيامَةِ" (٣). وهذا أيضًا بيّنٌ، يُريدُ: حتَّى يبعثكَ اللهُ إلى ذلكَ المقعدِ وإليه تَصيرُ، وهُو عِندي أشبهُ بقولِهِ: "عُرِضَ عليه مَقعدُه"؛ لأنَّ معنَى: "مَقعدُ" عندي - والله أعلمُ -: مُستَقرُّهُ وما يَصيرُ إليه.

وكذلك رواهُ ابنُ بُكير (٤)، كما رواهُ ابنُ القاسم سَواءً، في رِوايةِ قوم عن ابنِ بُكيرٍ، منهُم: إبراهيمُ بن باز (٥)، ويحيى بن عامِرٍ وغيرُهُم، ورواهُ مُطرِّفُ بن عبدِ الرَّحمنِ بن قَيْسٍ، عن ابنِ بُكَيرٍ، فقال فيه: "حتَّى يبعثكَ الله"، لم يزِدْ.

واختُلِفَ في هذا الحديثِ أيضًا على عُبيدِ الله بن عُمرَ قريبًا من هذا الاختِلافِ على مالكٍ.


(١) الموطأ ١/ ٣٢٧ (٦٤١).
(٢) في م: "أصح".
(٣) أخرجه النَّسَائي في المجتبى ٤/ ١٠٧، وفي الكبرى ٢/ ٤٨٠ (٢٢١٠) من طريق ابن القاسم، عن مالك، به.
(٤) أخرجه البيهقي في الاعتقاد، ص ٢١٢، من طريق يحيى بن بكير، عن مالك، به.
(٥) هو أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن باز، ينسب إلى جَدِّه. انظر: الإكمال لابن مَاكُولا ٤/ ١١٧، وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين ١/ ٣٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>