للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حديثٌ ثالثَ عَشَرَ لأبي النَّضْر

مالكٌ (١)، عن أبي النَّضْر مولى عمرَ بنِ عُبيد اللَّه، أنه قال: قال رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- -لمّا مات عثمانُ بنُ مظعونٍ ومُرَّ بجِنازته-: "ذهبْتَ ولم تَلَبَّسْ منها بشيء".

هكذا هو في "الموطأ" عندَ جماعة الرُّواة مرسلًا مقطوعًا، لم يختلِفوا في ذلك عن مالك (٢)، وقد رويناه متَّصِلًا مُسنَدًا من وجهٍ صالحٍ حسن.

أخبرنا سعيدُ بنُ عثمان، قال: أخبرنا أحمدُ بنُ دُحَيْم بنِ خَليل، قال: حدَّثنا عبدُ اللَّه بنُ محمدِ بنِ عبدِ العزيز البَغَويُّ، قال: حدَّثنا محمدُ بنُ عبدِ الواهب (٣)، قال: حدَّثنا محمدُ بنُ عبدِ اللَّه بن عُبيدِ بنِ عُمَيرٍ الليثيُّ، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم بنِ محمد، عن عائشة، قالت: لما مات عثمانُ بنُ مظعونٍ كشَف النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- الثوبَ عن وجهِه وقبَّل بينَ عينيه وبكَى بكاءً طويلًا، فلما رُفِع على السَّرير، قال: "طُوبَى لك يا عثمان، لم تَلبَسْك الدُّنيا ولم تَلْبَسْها" (٤).

قال أبو عُمر: روَى الثوريُّ، عن عاصم بنِ عُبيدِ اللَّه، عن القاسم، عن عائشة،


(١) الموطأ ١/ ٣٣١ (٦٤٩).
(٢) رواه عن مالك في موطئه: أبو مصعب الزُّهريُّ (٩٨٩)، وسويد بن سعيد (٤٠٦).
(٣) في الأصل: "عبد الوهاب"، خطأ، وهو: محمد بن عبد الواهب بن الزبير أبو جعفر الحارثي الكوفي ثم البغدادي. ينظر: تاريخ الخطيب ٣/ ٦٧٨، وتاريخ الإسلام ٥/ ٦٧٨.
(٤) أخرجه أبو الطَّاهر المخلِّص في المخلَّصيات ١/ ٢٩٨ (٤٤٧)، ومن طريقه الذَّهبي في سير أعلام النبلاء ٥/ ٤٨١، وابن حجر في الغرائب الملتقطة من مسند الفردوس (١٩٨٧) ثلاثتهم عن البغوي، به.
وأخرجه أبو الطاهر السِّلفي في الطيوريات (٨٥٢) من طريق أحمد بن إبراهيم بن شاذان، عن عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز البغوي، به.
وإسناده ضعيف؛ لأجل محمد بن عبيد بن عمير الليثي المعروف بالمُحرِم، ضعَّفه ابن معين، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك كما في ميزان الاعتدال ٣/ ٥٩٠ - ٥٩١، وباقى رجال إسناده ثقات، يحيى بن سعد: هو الأنصاري، والقاسم بن محمد: هو ابن أبي بكر الصديق.

<<  <  ج: ص:  >  >>