للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كلهم يقول: حدَّثني مالكُ بنُ أنس، عن خُبَيْبِ بنِ عبدِ الرحمن، عن حفصِ بنِ عاصم بنِ عُمر، قال: سمعتُ أبا سعيدٍ الخُدريَّ يقول: قال رسولُ الله - صلي الله عليه وسلم -: "سبعة يُظِلُّهم اللهُ في ظِلِّ عرشِه يومَ لا ظِلَّ إلّا ظِلُّه؛ إمامٌ عادلٌ، وشابٌّ نشَأ في عبادَةِ الله"، وساق الحديثَ إلى آخرِه، عن أبي سعيدٍ وحدَه (١). ولم يُتابَع الوَقارُ على ذلك عنهم، وإنَّما هو في "الموطأ" عنهم على الشَّكِّ في أبي هريرةَ أو أبي سعيدٍ الخُدريِّ.

والحديثُ محفوظٌ لأبي هريرةَ بلا شَكٍّ من روايةِ خُبَيْبِ بنِ عبدِ الرحمن، عن حَفْصِ بنِ عاصم، عن أبي هُريرة (٢)، ومن غيرِ هذا الإسنادِ أيضًا (٣)، والذي رواه عن خُبَيْب، عن حَفْص، عن أبي هريرةَ من غير شَكٍّ؛ عُبيدُ الله بنُ عُمرَ بنِ حَفْص بن عاصِم بن عُمرَ بنِ الخطاب، وهو أحدُ أئمّةِ أهل الحديثِ الأثباتِ في الحفظِ والنَّقْل. رواه عن عُبَيدِ الله جماعَة؛ منهم حَمادُ بنُ زيد، وابنُ المبارك (٤)، ويحيى القَطّان (٥)، وأنسُ بنُ عِياض، كلُّهم رواه عنه كما وصَفْتُ لك.


(١) أخرجه الدارقطني في غرائب مالك كما في الأمالي المطلقة ص ١٠٠ من طريق زكريا بن يحيى الوقار، عن عبد الرحمن بن القاسم وغيره، به. وزكريا بن يحيى الوقار: هو أبو يحيى المصريّ، قال ابن عدي: كان يضع الحديث، وكذّبه صالح جزرة، وقال الدارقطني: متروك، ينظر: الكامل لابن عدي ٣/ ٢١٦. والضعفاء والمتروكون لابن الجوزي ١/ ٢٩٦، وميزان الاعتدال ٢/ ٧٧.
(٢) من أول الفقرة إلى هنا جاء بدله في ق: "وروى هذا الحديث عن أبي هريرة".
(٣) ينظر: الأحاديث التي خولف فيها مالك بن أنس للدارقطني ص ٩٧ (ذكر ما رواه عن خُبيب بن عبد الرحمن ممّا خُولف فيه) (٤١)، والعلل له ٨/ ٣١٢ (١٥٨٨).
(٤) في مسنده (٨٠)، وفي الزُّهد (١٣٤٢)، ومن طريقه البخاريّ (٦٨٠٦)، والنسائي في المجتبى (٥٣٨٠)، وفي الكبرى ٥/ ٣٩٧ (٥٨٩٠) و ١٠/ ٣٨٧ (١١٧٩٨)، وابن حبّان في صحيحه ١٠/ ٣٣٨ (٤٤٨٦)، والبيهقي في الكبرى ٣/ ٦٥ (٥١٨٦)، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٥١/ ١٣٦.
(٥) هو في الصحيحين من حديث يحيى بن سعيد القطان: البخاري (٦٦٠) و (١٤٢٣) و (٦٤٧٩)، ومسلم (١٠٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>