للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وروَى أبو مُدِلَّة، عن أبي هريرةَ، عن النبيِّ - صلي الله عليه وسلم - قال: "الإمامُ العادِلُ لا تُرَدُّ دعوتُه" (١). وقال عليُّ بنُ أبي طالب رحمه اللهُ على المنبر في يوم الجمعة: أيُّها الرِّعاء، إن لرعيَّتِكم عليكم حُقوقًا؛ الحُكمُ بالعدل، والقَسْمُ بالسويّة، وما من حسنةٍ أحبُّ إلى الله من حُكم إمام عادل.

وفي فَضْل الإمام العادل، وفَضْل الشابِّ الناسك، وفَضْل المَشي إلى المَسْجدِ والصلاةِ فيه، وانتظارِ الصلاةِ بعدَ الصَّلاة، وفي المتحابين في الله، وفي البُغضِ في الله والحبِّ في الله، وفي العينِ الباكيةِ من خَوْفِ الله مع قولِ الله: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرحمن: ٤٦]،، وفي العِفةِ وفضلِها، وفي ذمِّ الزِّنى وأنه من الكبائر، وما انضاف إلى هذا المعنى من قصة ذي الكِفل (٢)، وفي فَضْل الصَّدَقة في السرِّ مع قولِ الله عزَّ وجلَّ: {وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} [البقرة: ٢٧١]، وفي تضعيفِ الله الصدقةَ المقبولةَ من الكَسْبِ الطَّيِّبِ إلى سائرِ ما ينتظمُ بهذه المعاني، آثارٌ كثيرةٌ جدًّا تحتملُ أن يُفرَدَ لها كتابٌ، فضلًا عن أن ترسمَ في باب، ومن طلَب العلمَ لله فالقليلُ يكفيه إن شاء الله، وبالله التوفيق.


(١) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنَّف (٢٢٣٥٤)، وفي مسنده (٣٠٢)، وأحمد في المسند ١٥/ ٤٥١ (٩٧٢٥)، والطبراني في الدُّعاء (١٣٢٢)، وإسناده حسنٌ، أبو المُدلَّة: هو مولى عائشة رضي الله عنها، واسمه عبد الله بن عُبيد الله، صدوقٌ حسنُ الحديث، وثّقه ابن ماجة (١٧٥٢)، وذكره ابن حبّان في الثقات، كما في تحرير التقريب (٨٣٤٩).
(٢) ينظر تفسير ابن جرير الطبري ١٨/ ٥٠٨ - ٥١١، والدر المنثور ٥/ ٦٦١ - ٥٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>