كتاب التمهيد - ابن عبد البر - ت بشار

خبيب بن عبد الرحمن - ٢ - ج: 2 - ص: 338

رسولُ الله - صلي الله عليه وسلم -: "ما بينَ ناحيتَيْ حَوْضي ما بينَ المدينةِ وعمّان". فقال له المُستَورِدُ: سمعتَ منه شيئًا غيرَها؟ قال: نعم، "آنِيَتُه بعددِ نُجُومِ السَّماء" (١).

ومن حديثِ شُعبةَ أيضًا، عن عبدِ الملك، قال: سمعتُ جُندُبًا قال: سمِعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أنا فَرَطُكم على الحَوْض".

ذكره البخاريُّ (٢) عن عَبدانَ، عن أبيه، عن شُعبة.

وأخبرنا عُبيدُ بنُ محمد، قال: حدَّثنا عبدُ الله بنُ مسرور، قال: حدَّثنا عيسى بنُ مسكين، قال: حدَّثنا محمدُ بنُ سَنْجَر، قال: حدَّثنا عبدُ الله بنُ صالح، قال: حدَّثني اللَّيثُ، قال: حدَّثني يزيدُ بنُ أبي حَبيب، عن أبي الخَيْر، عن عقبةَ بنِ عامر، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - خرجَ يومًا، فصَلّى على أهل أُحُدٍ صلاتَه على الميِّت، ثم انصَرَف إلى المنبر، فقال: "إنِّي فرَطٌ لكم، وأنا شَهيدٌ عَليكم، وإنِّي لأنْظُرُ إلى حَوْضي الآن، وإنِّي قدْ أُعْطِيتُ مَفاتيحَ خَزائنِ الأرض، أو مفاتيحَ الأرض، وإنِّي ما أخافُ عليكم أن تُشرِكوا بعدي، ولكنِّي أخافُ عليكم أن تتنافَسوا فيها" (٣).

---

(١) أخرجه البخاري (٦٥٩١) و (٦٥٩٢) معلّقًا، ومسلم (٢٢٩٨)، وابن أبي عاصم في السُّنة (٧٣٠)، والبزار في مسنده ٨/ ٣٩١ (٣٤٦٥)، والطبراني في الكبير ٣/ ٢٣٧ (٣٢٦٢)، والبيهقي في البعث والنشور (١٣٨) من طريق شعبة بن الحجّاج، به. ووقع عندهم جميعًا "بين المدينة وصنعاء" بدل "بين المدينة وعمّان".
(٢) في صحيحه (٦٥٨٩). عبدان: هو عبد الله بن عثمان بن جَبَلة العَتَكيّ، وعبد الملك: هو ابن عمير الكوفي، وجندب صحابيّ الحديث: هو ابن عبد الله البَجَليّ رضي الله عنه.
(٣) أخرجه ابن أبي عاصم في السُّنة (٧٣٥)، والطبراني في الكبير ١٧/ ٢٧٨ (٧٦٧) من طريق عبد الله بن صالح كاتب الليث، به.
وأخرجه أحمد في المسند ٢٨/ ٥٧٨ (١٧٣٤٤) و ٢٨/ ٦١٩ (١٧٣٩٧)، والبخاري (١٣٤٤) و (٣٥٩٦) و (٦٤٢٦)، ومسلم (٢٢٩٦) (٣٠)، وأبو داود (٣٢٢٣)، والنسائي في المجتبى (١٩٥٤)، وفي الكبرى ٢/ ٤٣٣ (٢٠٩٢) من طرق عن الليث بن سعد، به. أبو الخير: هو مرثد بن عبد الله اليَزَنيّ.